قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
لا غلو في الدين
إن الغلو والتطرف سواء أكان في المعتقد أم في السلوك والتعامل يتنافى مع الإسلام
الغلو والتطرف في اي مجتمع له أسبابه واجواؤه التي يترعرع فيها، واذا اريد مواجهته او معالجته فلا بد من التعرف على الاسباب التي ادت اليه، ودراسة البيئة التي نشأ فيها، اذ انه يعتبر نشازا وغير طبيعي، سواء اتخذ شكلا دينيا او تلبس بفلسفات اجتماعية، او كان خروجا على المجتمع بأعرافه وأساليبه. اذا نظرنا نظرة تأمل وانصاف الى الاسلام ـ وهو رسالة الله الخاتمة للبشر ـ في مصدريه الاصليين، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما فهمه السلف الصالح من هذين الاصلين، او استنبطوه من احكام، لما واجههم من قضايا جدَّت في حياتهم، وبخاصة حينما اختلطوا مع الامم والشعوب الاخرى، وكان لحضارة الاسلام من خلال ذلك الاسهام الفعال في الحضارة الانسانية كلها، اذا نظرنا تلك النظرة، او نظرنا الى المجتمعات المسلمة التي تسير على هدي الاسلام الصحيح منذ عهد الرسالة الاول والى عهدنا الحاضر، نقطع بأن الغلو والتطرف واساليب الارهاب ابعد ما يكون عن الاسلام واهله، اما حينما يضعف ارتباط المسلمين بدينهم، ويزيد جهلهم به، فإن المسلمين بشر كغيرهم من الاجناس البشرية، واتباع الديانات الاخرى، يصابون بالكثير من الآفات الاجتماعية ، ومن الجور وعدم الانصاف ان تُنسب تصرفاتهم ـ والحالة هذه ـ الى الاسلام، وهو رسالة الله الخالدة، وصراطه المستقيم، الذي جعله وسطا، وجعل امته الوسط: «وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا».
رأيي في مواجهة الغلو والتطرف، اذا كان متأثرا بآراء دينية، او لدى بعض المتدينين، فعلاجه العلم الصحيح، والاقناع من اهل العلم، وازالة الاسباب التي ادت اليه، والحرص على تطبيق شرع الله، والتحاكم اليه، فالمسلم المؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وان الاسلام دين الله الخاتم، ولن يقبل الله من احد سواه، لا يقتنع بغير ذلك، اذ هو مقتضى الايمان والاسلام «فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما»، ثم ان اشاعة سير الصحابة وقادة المسلمين وعلمائهم عبر التاريخ الاسلامي، تلك السير المعتدلة، المنفتحة على الآخرين، المتعاونة لمصلحة الانسان وهدايته مما يؤثر على مجتمعات المسلمين، ومن هنا ينبغي ان يتجه جهد الاعلام في بلاد المسلمين ومؤسساتهم الثقافية والشبابية الى ذلك.