السلام عليكم جميعا.
المعذرة للغياب فقد كنت في رحلة عمل لمدة اسبوعين.
الاخوة الكرام. والله لقد احترنا في هذه الأراء. ان تحدثنا بعقل وبروية وبأسلوب يدعو الى فهم واحترام الآخر قيل أن هذا تقية. وشككتم في نوايانا. كيف نستطيع ان نثبت صدق نوايانا؟ لن تستطيعوا الحكم على الآخرين دون أن تعاشروهم. ألناس أجناس وليسوا سواء في الأخلاق وافي التعامل. وهذا ينطبق على جميع أهل الأرض بغض النظر عن عقائدهم وتوجههم الفكري. أنا بنفسي عاشرت الكثير من اخواني أهل السنة سواء أيام دراستي بالخارج أو هنا في أرجاء الوطن. وأقيم كل شخص حسب أخلاقه والتزامه بالأدب والذوق والاحترام للآخر. لا يعنيني اعتقاده فقد يكون شيعيا على مذهبي حتى النخاع وفي نفس الوقت انسان بديء وبه مابه من سوء الأخلاق فلا أعير له اي احترام ولا تقدير. وقد يكون سنيا وربما حتى غير ملتزم دينيا لكنه راقي في التعامل معي ويحترمني ويقدرني ولا يعتدي على حقوقي وأكن له كل الاحترام وابادله المعاملة الحسنة. افيدوني ياأهل الطيبة. يجب أن ننأى بأنفسنا عن التشكيك في بعضنا البعض. وإن تحدثت بلغة ظاهرها الطيبة والاحترام لماذا تشككون والبعض يلمز بالتقية والآخر يقذفنا بالنفاق. ومالنتيجة بعد ذلك؟ المزيد من الشحن الطائفي اللذي يمزقنا ويؤخذنا الى متاهات لا تحمد عقباها. نحن اليوم نعامل الأجنبي باحترام وقادتنا يدعون الى الحوار مع الأديان والملل الأخرى والأحرى بنا أن نتحاور مع بعضنا البعض في وطننا وتحت ظل قيادتنا اللذين يودون أن تنتشر الوحدة واللحمة بين أفراد هذا الوطن الحبيب. يجب أن تعلموا أيها الاخوة أننا وأجدادنا ولدنا وعشنا هنا في هذا الوطن وليس لنا الا هذه الأرض نعيش ونموت فيها سواء رضينا أم أبينا. وان اختلفنا في عقائدنا وتوجهاتنا فهذه أمور لا بأس فيها فكل يتحمل أمام رب العالمين تبعات ماقدم من عبادات فلا تزر وازرة وزر أخرى. أنت لن تٌسأل في يوم الحساب عن عمل قام به القطيفي أو غيره انما ستسأل عما قدمت يداك. أما عما يقال أننا نندس ونحارب بصمت فهذه اتهامات واهية وليس لها اي دلائل. انما نحن أناس مسالمين نريد أن نعيش مع الآخر في سلام ووئام وعزة وكرامة ولا نريد أكثر مماتريدون من حقوق المواطنة. يجب أن يعلم الجميع أن العقائد لا يمكن تتغييرها بالسيف. فالرب الجليل يقول "لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" والفكر لا يقرع الا بالفكر. الحجاج بن يوسف الثقفي ظلم الشيعة وفتك بهم ولم يستطع أن يبدل من عقائدهم ولو جاء حاكم شيعي واقترف نفس الظلم ضد أهل السنة اللذي اقترفه الحجاج ضد الشيعة لما استطاع كذلك تغيير عقائدهم. العقائد هي أمور وجدانية محلها القلب والعقل ولا تغير الا بالاقتناع ليس بالقهر والظلم والسب والشتم. ولنا في رسول الانسانية (ص) أسوة حسنة وقد خاطبه الرب الجليل ب "ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك" وانما ملك قلوب ووجدان أصحابه رضوان الله عليهم بالمعاملة الحسنة والكلمة الطيبة. ولم يذكر لنا التاريخ أن النبي (ص) كان يعامل الناس ويحكم عليهم من خلال نواياهم بل حاسبهم وعاملهم على ظاهرهم بكل رحمة ورقة حتى تمكن من امتلاك قلوبهم. وهذا ديدن جميع الأنبياء اللذين سبقوا الحبيب محمد (ص). حتى فرعون الطاغية الكافر المتكبر أمر الله موسى وهارون بتليين الكلام والحديث معه "قولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى" . أين نحن اليوم من هذه المباديء سواء كنا شيعة أو سنة ليس بيننا الا المشاحنة والهجوم ونحن والله اخوة في "لا اله الله محمد رسول الله". هدانا الله جميعا.
القطيفي