الغيره
من أعظم الاخلاق التي أوصى النبي صلى الله عليه و سلم و حَثّ عليها أمته ذلكم الخلق الذي افتقده كثير من المسلمين اليوم من حيث شعروا او لم يشعروا
و قد نبه النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأمه على عظم هذا الخلق النبيل حيث قال فيما معنى حديثه [ إن الله يغار و غيرة الله أن يأتي المرء ما حرم الله عليه]
فبين أن من انتهك حرمات الله فقد اجتاز حصناً عظيماً و بين ان الله جل في علاه يغار إذا انتهكت محارمه و تُعدي على حدوده.
ولما لهذا الخلق الطيب من أهميه قصوى و إذ انه أحد قوائم الحياة الشريفه و العيش الهانئ الرغيد ولما له من دور في حفظ العزة و الشرف بين الناس فقد زرعه النبي صلى الله علي وسلم في قلوب أصحابه
وبسبب التزامهم التربية العظيمة فقد ضربوا أروع الأمثلة تطبيقاً لما تَرَبوْا عليه ..
فهذا سعد بن عباده - لست متأكداً من الاسم بالضبط - رضي الله عنه يقول في مامعناه :
(( لو رأيت رجلاً من امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال [ أتعجبون من غيرة سعد لأنا أغيَر منه و الله أغْيَر مني ]
فانظر إلى ماوصل إليه أولئك الجمع الطيب من الغيره على الأعراض و المحارم و انظر إلى نتاج تربيته صلى الله عليه وسلم و تأمل ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه حتى يتمكن هذا الخلق في قلوبهم و يأخذ مكانه في التطبيق .
أخبرني بالله عليك ..
لم تحركت هذه الغَيْرة في قلوبهم ؟
ألا تعزوا ذلك الى أنهم سمعوا و تعلموا و عرفوا اهمية هذا الأمر في مدرسه النبوه فأخذو به و اجتهدوا في تطبيقه و تركوا الوقوع في خلافه .
بعد ذلك مضت العصور و ارتحل أولئك النفر الأطهار الأبرار الذين رفعوا راية التوحيد خفاقه و أذلوا الشرك و أهله و خفضوا رايتهم
و لكن بقيت آثارهم الطيبة محفوظة ليتعلم منها الناس و ليهتدوا بها .
لذلك لم تختف تلك الأمثله الطيبه حتى بعد رحيلهم
لأن الذين جاءوا من بعدهم تمسكوا بما كان عليه أولئك النفر الطيبون .
رحمهم الله .. أين هم من اناس في هذا الزمان انسلخوا من الحياء و فقدوا الغيرة
فخرجت نساؤهم كاشفات الوجوه و الرؤوس والأيدي و السيقان
ويزعمون أنهم اهل غيرة !! فالله المستعان و إليه المشتكى ..
ما بين إقبال ليل و استدارته تحول الحال و احتفت بنا النُذُرُ
فجاء هذا الزمان الذي ازدادت به غربه الدين
و ضعف التمسك بالهدي الأول
و ظهر أقوام يحلفون قبل أن يُستحلفوا
ويشهدون قبل أن يُستشهدوا و يخونون ولا يؤتمنون
ويقولون مالا يفعلون ..
فانحرفت الأمه عن جاده الصواب وأصبح الدين غريباً في هؤلاء و أصبح المصلحون بينهم أشد غربه .
كل ذلك بسبب بريق الحضاره اللذي للأسف فهم بمفاهيم خاطئه لدى الكثير وانزوت تحت هذا الشعار العديد من الأمور التي لانجد تفسيرا لها الا انها (دياثه)وان من يرضى بها ديوث وحسب..
الى الله المشتكى ..
**أأسف لإطالتي
لكن أسفي على ماآل اليه حالنا
هو ماأثارني ..
وافر تقديري ..