كلام جميل وقاعدة من العلامة محمد العثيمين ـ قدّس الله روحه ـ ينبغي للجميع أن يتفكّر بها
لكن لو فرضنا أن الرجل وجد أن هذا الخاطب كفء، وهو كبير السن، ويخشى إن انتقل إلى الآخرة صارت البنت في ولاية إخوتها أن يتلاعبوا بها، وأن يزوِّجوها حسب أهوائهم، لا حسب مصلحتها، فإن رأى المصلحة في أن يزوجها من هو كفء فلا بأس بذلك ..ولكن لها الخيار إذا كبرت .. إن شاءت قالت: لا أرضى بهذا ولا أريده.
وإذا كان الأمر كذلك فالسلامة ألا يزوجها .. وأن يدعهاإلى الله ـ عزّ وجل ـ فربما أنه الآن يرى هذا الرجل كفئاً ثم تتغير حال الرجل .. وربما يأتي الله لها عند بلوغها النكاح برجل خير من هذا الرجل؛ لأن الأمور بيد الله ـ سبحانه وتعالى ـ.
وهذا أمر ينبغي للإنسان أن يسلكه في أقواله وتصرفاته .. فمتى دار الأمر بين السلامة والخطر فالأولى السلامة، وذكر عن الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ أنه كان لا يعدل بالسلامة شيئاً .. ولعل هذا مأخوذ من قوله صلّى الله عليه وسلّم: (( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) .. يعني إذا لم يتبين لك الخير فيما تقول فوظيفتك السكوت ..وجرب تجد .. كم من إنسان أخرج كلمة، ..فقال: ليتني لم أخرجه .. لكن لو كان مالكاً لها في قلبه يكون له التحكم .. ويصبر حتى إذا وجد أنه لا بد من الكلام تكلم .. وكذلك التصرفات إذا دار الأمر بين أن تفعل أو لا تفعل .. ولم يترجح عندك أن الإقدام خير .. فإن الأولى الانتظار والتأني حتى يتبين .. وما أحسن حال الإنسان إذا استعمل ذلك، فإنه يجد الراحة العظيمة. انتهى
[الشرح الممتع:12/ 58-59]
وههنا كلام أيضا لابن القيّم طرحته فيما سبق في رشفات النسيم البليل [تحديدا في مفامات محاسبة النفس]

عذرا أخي يوسف .. ؛؛ وجدت مناسبة فطرحتها ..
شكرا لك