وهذه قصة ( طرفة ) لكن فيها فوائد .. يقول : الطامي في كتابة ( سواليف المجالس ) :
رجل وإمرأتيه
روى هذه القصه للمؤلف زميله صالح بن سليمان الشقيران فقال :
كان بجوارنا رجل له زوجتين ، وكانتا كلتاهما يسكنان في نفس المنزل ولكل واحده منهم غرفة تطل على ساحة المنزل
وكانت تقوم الزوجة التي لها اليوم قبل أذان الفجر وتبدأ بعمل البيت من إعداد للقهوه وكنس البيت حتى يعود الزوج من صلاة الفجر فيجلس في الساحه وينتاول قهوته ، ولابد ان تجلس معه الزوجة التي لها اليوم وتصب له القهوه .. وقد أعتاد أن يجلس بعد كل صلاة فجر في هذه الساحه ويشرب قهوته .
في يوم من الأيام أصيبت عيناه بالرمد وتألم منها ألماً شديداً بعد صلاة فجر ذاك اليوم . ولم يجلس كعادته للقهوه ، بل طلب من الزوجه التي عليها اليوم بأن تعمل له دواء و تداوي عينيه ، فعملت الزوجة دواء عبارة عن دواء شعبي ، فداوته ونام في غرفتها ..وطبعاً كانت زوجته معه تمرضه وتكون بالقرب منه .. وبعد طلوع الشمس خف الألم عليه ونهض من فراشه وجلس للقهوة كعادته وزوجته تصب له القهوه ، وهو لا يدري ما يصدر من زوجته الثانيه من غلٍ وطحنٍ في صدرها .
فلما جاء اليوم التالي وصارت عينيه سليمتين كأن لم يصبها ألم .. جاء بعد صلاة الفجر وإتجه إلى مجلسه في ساحة المنزل ...فلم يجد القهوة معده كما هي العاده .. فسأل الزوجة عن السبب فقالت له بغضب : ما عندي قهوه .. قال لها : لماذا ؟؟!! قالت : أمس بعد صلاة الفجر تدخل أنت وفلانه ( الزوجه الأولى ) و تنامان وأنا احضر لك القهوه اليوم ؟؟ لا لا .. قال لها : أمس عيناي تؤلمني فدخلت غرفتها تعالجني ... فقالت : ولماذا عيناك في يومها ؟؟ لماذا لم تؤلمك في يومي ؟؟ قال لها : هذا قدر الله ان يكون الوجع في يومها .. قالت له : لا بد أن تدخل غرفتي الأن وأعالجك حتى تطلع الشمس تفعل معي مثلما فعلت مع فلانه أمس .. قال الرجل / ولكن عيناي الآن سليمتان كما ترين .. قالت : سليمتان أو غير سليمتان تعمل كما قلت لك ... وصار الرجل حكيماً وقال لها وهو يضحك : غالي والطلب رخيص هيا ندخل إلى الغرفه وعالجيني .. فدخل غرفتها وداوته وعصبت عينيه وهما سليمتان والرجل المسكين يتململ في فراشه من شدة الألم .. فلما طلعت الشمس خرج من الغرفه والزوجة قد بدا عليها الفرح والسرور وراحت تعد له القهوه وتقوم بالبيت كالمعتاد
فوائد هذه القصة ..
1- أن الرجل حكيم في تعامله .. وأعطى المرأة ما تريده حتى يذهب مافي نفسها فلا بد من معاملتها بلطف حتى تدوم العشرة وإلا .. (عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المرأة كالضلع إن ذهبت تقيمها كسرتها وإن تركتها استمتعت بها على عوج . ( صحيح
2- أن العدل بين الزوجات مطلب ضروري حتى في الأمور الصغيرة .. والدليل حتى مع هذه القصة والتي طلبت المرأة أن تعالج زوجها في يومها مثل ما عالج في يوم الأخرى ..
3- غيرة النساء وأن هذا أمر يقع كثير ( عن أنس بن مالك قال كان النبي صلى الله عليه وسلم عند إحدى أمهات المؤمنين فأرسلت أخرى بقصعة فيها طعام فضربت يد الرسول فسقطت القصعة فانكسرت فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الكسرتين فضم إحداهما إلى الأخرى فجعل يجمع فيها الطعام ويقول غارت أمكم كلوا فأكلوا حتى جاءت بقصعتها التي في بيتها فدفع القصعة الصحيحة إلى الرسول وترك المكسورة في بيت التي كسرتها ) فهذا بين أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ..
أخيرا
واستوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا إن لكم على نسائكم حقا ولنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن . ( حسن ) _ ابن ماجه 1851 . قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح ومعنى قوله عوان عندكم يعني أسرى في أيديكم