هنري
لست اول من يتحدث عن هذا الأمر لكن هناك ماشدني في موضوعك وجعلني اراه مختلفاً عن غيره واعذرني ان شطحت بالحديث بعيداً عن صلبه الذي يستهدف نون النسوة
التدخين ليس أول ولا أهم الأزمات الأجتماعية التي نعيشها ولنأخذ على سبيل المثال حوادث المرور وبشكل اعم المخالفات المرورية والتي لم يبخل على جوانب التوعية فيها لا بالمال ولا الجهود ومع ذلك لانرى ولانلمس اي نتائج إيجابية لتلك التوعية بل الأمر بإزدياد وسوء مستمر
مااود قوله بإختصار بأن التوعية لم تسلك يوماً الطريق الصحيح إلى هدفها ولم تحمل الإقناع المؤثر على الشرائح المستهدفة وكشخص يمارس التدخين منذ سنوات طويلة اصدقك القول بأني لم اصادف ابداً مايدفعني للتفكير بتركه رغم كل مارأيته وقرأته عنه والتي لاتتناسب مع خصوصية مجتمعنا المسلم وإيمانه بالقدر او قصر نظره تجاه الكثير من الأمور
مجتمعنا بشكل عام يحتاج إلى تسليط الضوء على نتائج حاضرة وملموسة تتناسب مع الطبع السائد المبني على عدم الأتعاض بالغير كما يجب التركيز على صغائر الأمور وترك الحديث عن الكبائر لأن تجاهل الحديث عنها يوحي بعظمتها ويزرع التسليم بذلك في النفس
ولعل ضرب الأمثلة يكون ابلغ في توصيل الفكرة ..
فلو تم التحذير عن شرب الدخان من خلال ابراز تأثيرة السلبي على الشكل الظاهر للشخص لأدرك المدخن وغير المدخن هذا الضرر لكونه ضرراً ملموساً في كل من يشرب الدخان ولما استطاع الشخص ان يوجد تبريرات لنفسه كالقدر واسباب اخرى لما يعانيه الآخرون
وفي جانب آخر ماذا لو تم التركيز في التوعية المرورية على تجاوز خطوط المشاة عند الأشارة الضوئية وتم اظهار ذلك على انه مخالفة كبيرة لايمكن غض الطرف عنها الايجعلنا ذلك نسلم سلفاً بعظمة قطع الأشارة ويجعلها بنظرنا من الموبقات التي تأنف نفوسنا عن فعلها ؟
اعتذر عن الإطالة واتمنى ان يكون في كلامي اضافة مفيدة للموضوع
تحياتي ,,,,