لاأدري ماذا تقصد في قولك ( سيدكم عبد الله بن سلول شيخ المنافقين وأميرهم ) ؟
ووجه الخطاب لمن ؟ إلا إن كان أتباعه هنا ؟ أما إن كنت تقصد الأنصار رضي الله عنهم وأنه سيدهم أو شيخهم ! فلا إعتبار لمشيخته على المؤمنين الموحدين بالله تعالى .. أتباع سيدنا محمد العدناني صلى الله عليه وسلم فلا سيادة لمنافق على مؤمن بالله .. والإسلام يعلو ولا يُعلى عليه .. كائن من كان .. وإلا لوسعنا أن نذكر كل مؤمن موحد بالله برجل كافر مخادع لله من دمه وأصله .. ففرعون هذه الأمة هو أبو جهل من قريش وهو من هو بين قومه إلا أنه لايساوي شسع نعل مؤمن بالله من قريش شرفها الله تعالى ... لذلك أنزل الله جل جلاله امره وبين حقيقة الصلة الأبدية بين المؤمنين .. وهي صلة أعظم وأجل واحق بالتوثيق والتمسك بها ( إنما المؤمنون إخوة ) وليست الأرض هي وثيقــة مرجع الإنسان .. بل عقيدة المؤمن موطنه وأينما أرض يعبد فيها الله فهي أرضه وأهلها إخوانه في الدين .. كم نحن في حاجة لنزع رداء القبلية المقيتة ونرفع عن كواهلنا إتفاقيات الأمم الكفرية وتقسيمها الجائر الظالم ..
الله المستعان ..
الشرق الأدنى بارك الله فيك وفي والديك
قلت حقاً وحكمت عدلاً..
المعيار الحقيقي والأوحد هو دين الإسلام في تصنيف الناس وانزالهم منازلهم. ثم ان الله قص لنا قصصاً كثيرة في كتابه الحكيم ولم تكن الحكمة من تلك القصص اخذ التواريخ وتتبع الأعراق وإنما سبحانه جعلها عبر لمن يعتبر ولذلك جعل يكرر بعض القصص مراراً لأخذ العبر..
ثم اني اقول لإخوتي الذين اوردوا التواريخ والأحاديث وغيرها لم تأتوا زوراً ولا بهتاناً ولكننا في هذه الأيام احوج لان نكون لا لأن نذكر من كان. تاريخ اليمن قديم وحضاراته عريقة مهما حاول الكثيرين حجب ذلك التاريخ والحضارات وسيضل كذلك لكن لن تنفعنا حضاراتنا ولن ينففعنا تاريخنا اذا لم نكن انفسنا تاريخ وحضارة. وارى اننا لسنا بحاجة هنا الى سرد حقائق ووقائع لأننا لن نصل الى نهاية ولن نهدتي الى طريق ابداً. وما يجب علينا ليس سرد القصص والروايات والأحاديث فكل محاسب بعمله ولا فخر لعرق على آخر. لا فخر لـ قحطاني على عدناني ولا لعربي على أعجمي وهو القائل صلى الله عليه وسلم من ابطئ به عمله لم يسرع به نسبه. ولحتى نحكم من منطق يجب ان يكون الشيء المعتبر به دين الإسلام لا الإنتمائات القبلية او العرقية او الطائفية.
فهنا نرى ان الكثير من اخواننا السعودين لديهم عقدة ضد اليمني! وبالطبع سيكون هنالك سبب بغض النظر عن ما مدى فاعلية وتأثير ذلك السبب؛ بل مسلمون بأن هنالك اسباب دعت بعض الإخوان السعوديون وبعض اليمنيين الى ان ينظر بعضهم الى بعض نظرات لم تكن مبنية على قواعد واسس دينية وإنما من منظور مناطقي ضيق.
ربما الطريقة الأنجع لجعل الحوار اكثر فاعلية هو ان نتحدث عن الأخطاء التي جعلت بعض السعودين ينظرون الى اخوانهم اليمنيين سواءً العاملين في ديارهم او كشعب خارج اطار الحدود. ثم نناقش هذه الأخطاء التي ربما ان وجدت تكون لها مسببات بغض النظر عن ما مدى صدقيتها من عدمه. ونتطرق الى بعض التجاوزات التي تحدث لليمنين ربما احياننا من بعض الشباب الطائش مع عدم اخذ حق اليمني! مثل هذه الأمور تحدث وهي ما يجب علينا تركيز نقاشنا فيها لا الأصول والتواريخ.
ثم انه يقول بعض اخواننا السعوديون ان الجالية اليمنية غالبيتها تشارك في اعمال تخريبية واجرامية داخل المملكة ويستدلون على ذلك بإحصائيات وما الى ذلك. عموماً هذا ليس سبباً كافياً ولا عذراً وافيا ليجعلكم تعممون على اليمنيين العاملين في ارضكم بالسوء.! اقول ليس سبباً لانها توجد قوانين وانظمة تردع كل مخرب وهنالك محاكم وضعت لغرض اقامت الحدود وتفعيل التشريعات وهناك الأمن الذي يقوم بظبط اي جرائم تحدث في المملكة. لذلك الذي يرتكب جريمته يسيء الى نفسه اولاً وعليه فإنه يلحق الظرر بسمعته ولو ان احداً سبه بعينه لما لامه احد ولكن عندما ياتي يمني اخر ليس له بالإجرام وننظر اليه بنظرة المجرم لأن هنالك مجرم يمني آخر فهذا هو الإجحاف بعينه. فلن ترضى انت اخي القارئ بان اعمم عليك وصفاً قبيحاً قد ربما يطلق على ابيك او اخيك فكيف اذا كان يطلق على رجل تلتقي انت وهو ربما في الجد الخمسين او اكثر! ثم اسألكم بالله اين ذلك في دين الله؟ لماذا نحكم على الأشخاص بالعمومية ولا تكون هنالك لنا مرجعية دينية نستند اليها؟ الم يقتل ابو عبيدة رضي الله عنه اباه لأنه كافر اوقيل على ابي عبيدة انه كافر لأن ابوه كان كذلك وهل نفع اسلام ابو عبيدة اباه بشيء؟ ابداً, ولكن كما قال ربنا تبارك وتعالى: كل نفسٍ بما كسبت رهينة. لم يقل كل قوم او كل قبيلة او كل دولة بل كل نفس!
كما اننا لا نرضى التعميم على اليمنيين ككل لأنهم مسلمون لا نرضى التعميم على الصوماليين والسعوديين والألبانيين لأنهم مسلمون ايضاً, لأن كل واحد سيحاسبه الله وحده ليس بينه وبين عبده ترجمان. ولو اسلمنا انه لا بد من التعميم فلن تسلموا انتم اخوتنا في السعودية من شر هذا التعميم فكما يقال: لكل جواد كبوة وكما يقال ايضاً (في كل بيت حمام) لذلك بارك الله فينا وفيكم ليكن معيارنا في الحكم على الأشخاص بعينهم وذاتهم لا بجماعاتهم وانتماءتهم هو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا هوانا.
لعن الله العصبية المقيته فهي لم تأتي علينا بخير ابداً.
العرض الشجري