 |
اقتباس: |
 |
|
|
 |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عجوز سمنسي
|
 |
|
|
|
|
|
|
اهلا بك شاعرنا
الشرف لنا بحضورك وحضور هذا المتصفح الانيق
اجابتي ربما لاتقنع الكثيرين وبالنهاية تبقى حروفي لاتأثير لها مقابل تأثير كلمات شاعر مثلك يتقن فهم الشعر وله دراية بتاريخه واحداث واخبار الحاضرة والبادية
اشكرك على هذا الثناء فمن هو بحجمك اعتز بشهادته
مصطلح البادية هو ماتعلمناه بمفهومه البسيط الذي يقوم على ان من سكن البادية والصحراء يعتبرا بدويا ومن سكن الحاضرة يعتبر حضريا
لكن مفهومه اليوم تغير لدينا فلا زال اهل البادية يفتخرون ببداوتهم رغم سكناهم الحاضرة
انني اتحدث عن اولئك
شكرا لك
|
|
 |
|
 |
|
عزيزي السمنسي
هناك فرق كبير بين فخرهم وانتسابهم لقبيلتهم
وبين فخرهم بسكنهم
وهل انتسابهم للمُدن يُلغي الاصالة عنهم هذا فهم خاطئ جدآ
فنحن الحاضرة ابناء قبائل كبار
لذا ارى ان الافتخار امر مشروع للجميع
فكما تعتز بسكنك الحاضرة هم يعتزون بسكنهم البادية
اما بخصوص الشعر فثمة فرق كبير جدآ على مر التاريخ
فسكن الصحراء ومُعايشة شظف العيش فيها ومُقاومة الاجواء المُتقلبة
والبحث المُستمر عن موارد الماء وقلة التعليم اكسبهم الخشونة
وبالتالي انعكس هذا على انتقاء الصور واختيار المُفردات الشعرية بما يُلائم بيئتهم
واليك اخي الغالي مثال بسيط
قدم علي بن الجهم على المتوكل - و كان بدويًّا جافياً - فأنشده قصيدة قال فيها :
أنت كالكلب في حفاظـك للـود ,, و كالتيس في قراع الخطوب
أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً .... من كبار الدلا كثيـر الذنـوب
فعرف المتوكل قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ، وذ لك لأنه وصف كما رأى و لعدم المخالطة و ملازمة البادية . فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم لطيف و الجسر قريب منه ، فأقام ستتة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد ، فقال :
عيون المها بين الرصافـة والجسـر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
خليلي مـا أحلـى الهـوى وأمـره
أعرفنـي بالحلـو منـه وبالمـرَّ !
كفى بالهوى شغلاً وبالشيب زاجـراً
لو أن الهوى ممـا ينهنـه بالزجـر
بما بيننا مـن حرمـة هـل علمتمـا
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟
و أفضح من عيـن المحـب لسّـره
ولا سيما إن طلقـت دمعـة تجـري
وإن أنست للأشياء لا أنسـى قولهـا
جارتها : مـا أولـع الحـب بالحـر
فقالت لها الأخرى : فمـا لصديقنـا
معنى وهل في قتله لك مـن عـذر ؟
صليه لعل الوصل يحييـه وأعلمـي
بأن أسير الحب فـي أعظـم الأسـر
فقالـت أذود النـاس عنـه وقلـمـا
يطيب الهـوى إلا لمنهتـك الستـر
و ايقنتـا أن قـد سمعـت فقالـتـا
من الطارق المصغي إلينا وما ندري
فقلت فتـى إن شئتمـا كتـم الهـوى
وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر
فقال المتوكل : أوقفوه ، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة !