الموقف الذي بكيت منه ومازالت تدمع عيناي لذكره هو ::عندما طرد المشركين رسول الله صلى الله عليه وسلم وضيقوا عليه في بداية دعوته وخرج لوحده وهو يتيم وجائع وخائف والجو كان باردا جدا وخرج متوجها للطائف وعندما وصلها قذفه الصبيان والعبيد بالحجاره ورجع من حيث أتى .
رجع وهو مكسور الخاطر وقدماه ورأسه وبعض أجزاء من جسمه ينزف منهم الدم .
تخيلوا معي (جريح وجوعان وخائف وليس عليه غير قميصه ) وضل يمشي وهو في قمة الضعف حتى وصل (وادي عرنه) ليلا .
وقف الحبيب المصطفى عند وادي عرنه يشكو ضعفه لربه ولا يدري أين يذهب ؟
فنزل عليه جبريل عليه السلام يطمئنه ويخبره أن لاتخف ولاتحزن يامحمد فالله وملائكته معك في هذه اللحظة .
وأخبره جبريل أن ملك الجن سيخرج الآن عليك هو وقومه ليبايعوك على الإسلام وفعلا خرج ملك الجن ومعه قومه فنطقوا الشهادة وبايعوا محمدا على الإسلام ولذلك نجد الله جل جلاله قدمهم على الإنس حينما قال (وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) حينها شعر نبينا الكريم بالراحة والطمأنينة وأمره ربه جل وعلا بالعودة لمكة مرة أخرى .