وضعت كأس النبيذ المرصع باللازاوورد على الطاولة الرخامية ، وقمت من الأريكة المذهبة ، حيث كنت متكأ ، مسترخي العقل والبدن !لأستحضر بعض ما علق بالأذهان من الماضي وذكريات البؤس والشقاء ، يوم كنت لا أبالي بغير كأس الشاي وحواف خبزه غليظة ، حيث الشوق لملأ البطن حتى يعقب هذه الوجبة المتواضعة سيجار ناشف مخبأ تحت حجرٍ قديم في برحه خلف منزلنا المتواضع !
تلك أيامٍ خلت ، وذاك إنسان مات واختفى في أعماقي ، ولا أدري متى يعود؟!! ربما لا أحب ذكره بقدر محبتي لذكر من عاش حتى هذه اللحظة يصارع هم الحصول على لقيمات تسد جوع أبناءه !!
قيدوم ،قيدوم تباً لحياة الرفاهية بلا كرامة ، تباً لحياة شبعانة وسائدها محشوة بريش النعام وظلها النسيان ، تباً للخوف على اللقمة وتباً لنا جميعاً ، حيث نُلقى أنا وجد الجبن والخضوع !