تنبثق الزنبقة وهنانة لا مهانة غير آبهة لما سوف يلقاها ، تَطَوَّحَ كالتائهة في مكانها ، ثملة غير سكرانة فلا تعقل ولا ترى ، تطل على السطح بعد تساقط الثرى من على رأسها ، يداعبها الهوى تارة ويغازلها النسيم مراراً ومراتٌ. تسدل جوانحها الصغيرة متراخية لئلا يمزع أصلها ريح الشمال مفاجِئاً إياها ! يُصبّرُها خالقها ، فتصبر وتثبت إلى ما يراد لها الإبقاءُ. حتى تطل على الوجود شمس الصباح بنصف قرصها الأحمر الوضاءُ ، تنتشي وتتأهب إلى لقيا النهار وردة ربيعية ، تريد بث الجمال ولا جمال إلا بلقيا النور تهليلاً وتكبيراً ، تُسبّح مع من خُلق لتقول أني مع المخلوقات لإثبات أن الخلق للخالق. وما أن يستقر حالها وتعبق عبقاً يثير العشب يجذبه ، فيختلط من حولها الشوك سبطاً . فيتنافس الشوك على ظلها ، ومن يوخز الرُقـاقٌ الضعيف يمتص الرواء من عودها الممشوق ؟ يَهُبُّ الغيم وارداً من فوق اليم باستحياء، تتباطأ خطاه وهو كالغَنِجة الحسناء يوم زفافها ! فيسبق الغوث كانساً صامت،ينحي الشوك عن ورد الربيع ليلقى الحسن غوثاً ينعش الأرْماقٌ ..
الرجل الغريب عَوْسَجاً لعين ..
والأنثى وردة عبقة رعناء ..