أي المواجهات  صحيح  ؟؟؟
إن من طبع البشر عندما  يمتلكون القوة يحاولوا أن يسيطروا على من هو اضعف منهم  إذا لم يكن لديهم رادع أخلاقي او ديني  فهذا أمر معروف و طبيعي مارسته الدول و الحضارات على مر العصور و الأيام فلا يحتاج لنقاش أو إثبات و كره الظلم و الطغيان أمر فطري و هو مدان  و لا يوجد إنسان طبعه سليم يحب الاحتلال و يوالي الأعداء و مقاومة الاحتلال أمر تقره جميع الشرائع و القوانين و الجهاد فريضة عظيمة من فرائض الإسلام لا تحتاج  لفتوى و لكن  له شروط و أحكام و أهل اختصاص فهذه أمور يعرفها الجميع  و لا تحتاج لأدلة و إثباتات و كفانا مزايدات 
 و لكن المفيد و المهم و هنا يحصل الاختلاف في وجهات النظر ما هو الطريق الصحيح لمواجهة الظلم  و الطغيان في واقعنا المعاصر
و الواقع خير شاهد على صحة النهج و صحة السلوك  فلندرس كافة أشكال مواجهة  الغطرسة الصهيو - أمريكية  و نقيمها من خلال النتائج .
أشكال المواجهة الموجودة على الساحة  الإقليمية اليوم  هي الآتي :
-	المواجهة بطريقة الأنظمة العلمانية الثورية و القائمة على أساس كثرة الكلام و الجعجعة  و إطلاق التصريحات النارية و الشحن و نشر الحقد و التصرفات الغوغائية  لقد مضى على سير هذه الأنظمة على هذا النهج أكثر من ستين عاما و لم يجلب على امتنا سوى مزيد من الخزي و العار و مزيد من الخسائر و النكبات و يلقون بفشلهم على الآخرين 
 و تبين أن هذه الأنظمة تستخدم  إسرائيل و أمريكا كشماعة و مخدر  لتحقيق أغراضهم الشخصية فلا  تهمهم فلسطين و لا  مصلحة الأمة
و هؤلاء كل من يخالفهم الرأي يتهموه بالعمالة و الانبطاح و التآمر فقد نصبوا أنفسهم أوصياء على الأمة 
 و لو امتلك هؤلاء قوة أمريكا لاستجار العالم  بالشيطان من ظلمهم  و المسلمون قبل غيرهم
  
-	المواجهة بطريقة  الغلاة و المتطرفين  و التكفيريين أو أصحاب الفكر الجهادي الغير منضبط  و هؤلاء و العلمانيين الثوريين  وجهان لعملة واحدة  و الفرق بينهما هو أن هؤلاء يتسترون بلباس الدين فقد فهموا الإسلام  بمنظور علماني ثوري فانحرفوا عن جادة الصواب و عن روح الإسلام  و هديه  فافسدوا أكثر مما أصلحوا  فقد مضى على سيرهم في هذا الطريق أكثر من عشر سنوات و لم يجلبوا لأمتنا سوى مزيد من البعد عن دين الله و المشاكل و الأزمات الاقتصادية و الاجتماعية و الخسائر و النكبات و الخزي و العار و  الضعف و الفرقة و التوتر و البعد عن أي حل قريب
و هؤلاء يرمون بفشلهم على الآخرين مثل العلمانيين الثوريين و يستغلون تأجيج مشاعر الحقد على أمريكا في تجنيد الشباب الغير ناضج  ضد الحكومة السعودية  و إلى الأماكن الملتهبة و المشبوهة و اغلبها مخترقة من قبل مخابرات قوى عالمية متصارعة على الساحة 
  و هؤلاء كل من يخالفهم الرأي يتهموه بموالاة الكفار و النفاق و الكفر و التخذيل و الإرجاف  فقد نصبوا أنفسهم أوصياء على الأمة 
و لو امتلك هؤلاء قوة أمريكا لاستجار العالم  بالشيطان من ظلمهم  و المسلمون قبل غيرهم 
 
-	المواجهة بمفهوم السعودية و دول الخليج  فمن وجهة نظري إن السعودية فقهت الواقع  بشكل جيد فهناك فساد  و ظلم كبير في الدول الإسلامية و فرقة و ضياع في الهوية و بعد عن الجذور  و معظم  الأنظمة الثورية  لا يهمها من قريب أو بعيد فلسطين و لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية فامتنا غير مؤهلة للنصر فمن الخطأ الفادح  أن تلقي السعودية  و دول الخليج بثقلها أمام هذه الأنظمة الثورية  لأنها محتلة أصلا
  فيدمروا بلدانهم  و بعد ذلك هم يتغنون بالانتصارات الوهمية و يستهزؤون بدول الخليج على تهورهم  و عدم معرفتهم بموازين القوى.
فخير الطرق و أسلمها هو ما يرشدنا إليه خالقنا بفهم رسوله صلى الله عليه و سلم  و صحابته الكرام و بفهم العلماء الربانيين و أولي الأمر الذين تربوا على منهج النبوة في زماننا الذين فقهوا الواقع بشكل جيد  و لديهم فقه الأولويات و عرفوا موازين القوى و عرفوا لعبة المصالح و لديهم القدرة على الموازنة و السداد و المقاربة بما يحفظ ضروريات  الإنسان  و هي الدين و النسب و العرض و المال و هذا الأمر متحقق في السعودية  من خلال اللحمة بين القيادة السياسية  و هيئة كبار العلماء    
فالأولوية في هذه المرحلة هو التركيز على الإصلاح و الدعوة  و رص الصفوف و لم الشمل على منهج الوسطية و الاعتدال و أول  طريق الوحدة هو التعرف على القيادة الكفؤ لهذه الأمة 
و كذلك التركيز على عملية التنمية و تقوية الاقتصاد و بناء العلاقات القوية مع  مختلف القوى العالمية  دون  التفريط بالثوابت و المبادئ  فهذه ضمانة و حماية أكثر من الجيوش الجرارة 
و كذلك مساعدة الإخوة  المتضررين من الحروب و النكبات قدر المستطاع 
هذه وجهة نظري حول المواجهة الصحيحة و اترك للإخوة القراء الإدلاء بدلوهم 
الكاتب :عبدالحق صادق