متى ما صلح الأصل وهو القلب أثر على الجوارح وعلى سماتها وتعاملها ، لهذا صلاح الخارج يدل على صلاح الداخل
وهناك أخلاق مصطنعة منبعها الجوارح ، ولا أثر لها حتى لو تصنع صاحبها وأظهر غير حقيقته ، وهناك أخلاق منبعها القلب ، وأثرها واضح على ما حولها . فالقلب تنبع منه أنهار تصب في أنحاء الجسد ، وتظهر في الحركات والسكنات والتعاملات .
وفي الحديث ، عن المرأة الكثيرة الصيام والقيام ولكن تؤذي جرانها ،فقال الحبيب صلى الله عليه وسلم : هي في النار ، والأخرى لم يذكر لها الكثير من الصيام والقيام ولكنها لا تؤذي جرانها فقال هي في الجنة ، كون الأخلاق منبعها القلب الصافي ، القلب السليم
القلب الحي ، القلب النظيف ، لهذا الأولى لم تؤثر فيها الصلاة على كثرتها ، ولو كانت عبادتها مؤثرة في القلب لظهرة ذلك على الجوارح والتصرفات ، وربما نقول ، أن سوء الخلق يؤثر على المنبع ، ويضعفه