أعتقد والله أعلم،
أن هذا البن المطحون،
هو عند كل انسان،
لا يخلو منه، اثنان،
إن عدمه الأول،
فهو مستقر عند الثاني ومتمكن،
إنما منهم من يكتم، بُـنّه،
فتفوح منه رائحة يسيرة،
يشمها من يقترب منه كثيراً،
ومنهم من طغى على دماغه،
فاحمرت منه وجنتاه، وبان في عيونه،
فعرفه الناس به، وصار عندهم
هو العاشق المهيم،
وأسير الهوى المتيم،
والحديث يطول،
ولعل فيما ذكر،
ما يبري ويكفي،
إلا أنه أمر غير محبب،
أن يكون الإنسان أسير هواه،
إلا إن آتاه آت، لا يستطيع معه دفعاً،
ولا منه منعاً، وهو فيما لا يملكه المرء،
فقد عذره الله جل وعلا،
كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:
( اللهم هذا قسمي فيما أملك،
فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)،
اللهم اهدنا لصالح القول، والعمل،
وأصلح نياتنا، وذرياتنا،