الشعر الحَلَمَنْتِيشي شعر فكاهي يجمع بين الفصحى و العامية . و جاءت التسمية نسبة إلى ندوة الحلمية في القاهرة التي كانت مأوى بعض كبار الشعراء في النصف الأول من القرن العشرين .
و تعود البذور الأولى لهذا الشعر إلى العصر العباسي حين فسدت الألسنة باختلاط العرب مع الأعاجم .
و هو على نوعين الأول أن يعمد الشاعر إلى قصيدة مشهورة فيباريها بقصيدة مطعمة تختلط فيها الفصحى بالعامية و هو الأكثر ، أما الثاني ففيه ينظم الشاعر قصيدة مطعَّمة بالعامية دون وجود أصل يقلده .
و من النوع الأول هذه الأبيات على لسان امرأة موظفة تتشوق إلى زميلها في العمل :
يا ليلُ الشغلُ متى غدُهُ ... و زميلي ( إمتى ) أشهدُهُ
قد طال الشوقُ و أرّقني ... فهلِ الأشواقُ تُسهِّدُهُ
فزميلي منبعُ إبداعي ... و طموحي منهُ توقُّدُهُ
يا ليت دوامي متصلٌ ... و نهاري ليلي يَرفُدُهُ
و الأبيات تقليد للقصيدة الأندلسية الشهيرة ( يا ليلُ الـصَبُّ متى غَـدُهُ .. أَقِـيامُ الساعةِ مَوعدُهُُ ) .
و من النوع الثاني هذه الأبيات الهجائية للشاعر حسين شفيق المصري :
تَظنُّ أنكَ باشا إذ تخاطبُني ... و أنت في نظَري بالكادِ زَبّالُ
و كلُّ ما فيك من مجدٍ و معجزةٍ ... جَوَازةٌ حُلوةٌ بحبوحةٌ عالُ
فالسِّتُّ تعطيك مالاً حين تَصرفُهُ ... تَهزُّ طولَكَ مَـمْرُوعاً و تَختالُ