اني والله مجرد ناقل لم احتمل دس السم في العسل ولم احتمل الاستهزاء بعلمائنا على صفحات جرائدنا كما اني اعرف ان في هذا الكلام من الباطل الكثير ومن الافتراء الذي يلبس به على العامه من ادخال للايات الكريمه مع اسقاطات املائيه وقطع لحروف الايه المستشهد بها .
المهم لعدم معرفتي بضوابط الرد على مثل هؤلاء الا اني استحلفكم بالله ان من لديه القدرة والمعرفه على الرد عليه وبيان الحجة عليه انه بعد قراءته للموضوع ان يبري ذمته بالرد عليه بنفس الجريدة التي نشرت مقاله وهي جريدة الرياض ليوم الجمعه الموافق 29/8/1427 هـ
واليكم ماقاله :
البعض يؤول النص.. ويجسّد الحدث على هواه ..
في وجه المرأة 7فتحات و 4(حواس) ولم يأمر القرآن بتغطيته!
عدنان أحمد كيفي
في خضم الأحاديث والأطروحات وتناول بعض الكاتبين والكاتبات في وسائل الإعلام المختلفة والتي جاء بعضها بلهجة لا تمت للحقيقة بصلة واصفة الحجاب بأنه عادة عريقة (تارة) وأنه ظاهرة اجتماعية دينية (تارة أخرى) وأمر غير قابل للنقاش (ثالثة) ومظهر إسلامي مثير للاعتزاز والأصالة والمحافظة سواء ارتدته المرأة تديناً أم اعتياداً (مرة رابعة)، تراثي وما عليه الأولون (خامسة)، طقس وشعيرة إسلامية، ورد الحديث عنها والأمر بها في القرآن الكريم والسنّة النبوية (مرة سادسة).
جاء وصم أغلب أصحاب تلك الرؤى ووصف كل من خالفهم بأوصاف ما أنزل الله بها من سلطان منها على سبيل المثال: دعاة السفور والتبرج والاختلاط وكشف الوجه دعاة الرذيلة، دعاة الهمجية والحيوانية وما ينادون به ما هو إلا زيغ وزيف وجنون وسوء فهم وقصور وتخلف عقلي وعدم ادراك وجهل وتمرد وجرأة على الحق وانتهاك للحرمات وتعد على المشايخ والعلماء، فكر أبتر، ظاهرة قبيحة، مهزلة، تفاهة تفكير وسطحية، فساد وإفساد، نشر للرذيلة، تآمر مع الغرب، أعداء للمرأة، ضلال انحراف انحلال مخالفة لأوامر الدين تكذيب للرسول عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم وللصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، فسوق عصيان مروق من الملة والدين كفر والبعض جعل هذا الفريق من الغاوين الجاهلين ولا يؤخذ منهم والبعض تكلم باسم المرأة وتحدى أن توافق المرأة عندنا على كشف وجهها لو وزعنا استبانة استفتاء؛ وردوا وصدوا كل رأي يخالف رأيهم لو أجمعت عليه كل الديار الإسلامية وعلماؤها، فمن حقهم أن يحولوا سلوك هؤلاء في تلك الدول وتصرفاتهم إلى عادة كما أن من حقهم تحويل عادة ألفوها في الجاهلية إلى عبادة وغيرهم لا يحق له ذلك، وقد كانت تلك الردود قاسية منفعلة، مصادرة الرأي الآخر، فأين الإنصاف وأين الاعتدال وأين الصدق في منهج الدعوة الذي يقتضي الصدق والأمانة والإخلاص مع الله؛ ورجاءه والخوف منه سبحانه وتعالى.
ان المرأة السعودية غطت وجهها اعتياداً وعرفاً وتقليداً وليس تديناً أو فرضاً أو واجباً أو طاعة لأمر القرآن الكريم لعدم ورود دليل واحد في القرآن أو السنة يحرم كشف وجهها، أما تقرير شرعية الأمور وصبغها بالدين لا يكون بالاستفتاء والاستبيانات والتصويت وبياض اللحى وكبر السن وتأويل النصوص وفهم المعاني والمقاصد يحسب الهوى وتمثيل الحدث الذي وقع أيام الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كذباً وافتئاتاً وكأنه حضر الواقعة فيقول كانت المرأة على عهد الرسول تنظر بعين واحدة هكذا بل أن بعض المتشددين ممن ينظرون للآمر بعين واحدة صاروا يتجاوزون قراءة النص وحدوده إلى شق الصدور ومعرفة ما تكنه من مقاصد فيدعي علم الغيب فيتجرأ على رسول الله عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم في حديث قضاء حاجته مع أم المؤمنين زينب رضي الله عنها بعد أن رأى امرأة وأعجبه حسنها ويقول لعله أعجبه جسدها لأن جسد المرأة يغري وغيره يقول مجمع الحسن الوجه وآخر يعلل رؤية الرسول كيف يشاء ويقرر لعل الهواء كشف الغطاء عن وجهها أو لعلها كانت متبرجة أي تلبس ملابس ضيقة أو شفافة أو لعله افتتن بزينتها أي بملابسها الخارجية وحاش رسول الله من هذه التبريرات والتعليلات والظنون التي يضعها من وقع تحت تأثير البرمجة اللغوية (المتعصبة للرأي الواحد) لا العصبية.
وبنفس المنطق الذي أجازوه لأنفسهم تعالوا إلى حوار هادئ.
وجه الإنسان فيه سبع فتحات وبه أهم أجهزة الحواس كالإبصار وجهازه العينان والشم وجهازه الأنف وعن طريقه تتنفس المرأة وكذلك الرجل، والتذوق وآلته اللسان وبالوجه الفم وبه الشفتان والأسنان وعن طريقه يتم الطحن والبلع والشرب وطرد البلغم وثاني اكسيد الكربون والترجيع، والسمع وجهازه الأذنان، فهل يعقل أن جعل الله هذه الفتحات لتلك الحواس ثم نغلقها (درءاً للفتنة) إن الله لم يخلقها عبثاً ولن يأمرنا بذلك كما أمر بتغطية العورة وأجاز للخاطب أن ينظر إليها وليس وجهها فقط، وإذا كانت المرأة تعرف بوجهها فما الداعي لينظر إليها ولماذا طلب إدناء الجلباب ليغطي قدميها والخمار ليغطي نحرها وصدرها فهل تعرف من قدميها أو من كعبيها أو من عنقها، والجواب ان هذا أمر توقيفي غير قابل للتأويل والتعليل.
أمر الله سبحانه وتعالى المؤمنين والمؤمنت بغض البصر قال الله تعالى: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون} (النور: 03) فهل يعقل أن يأتي الأمر بغض البصر عن حاجة سوداء أو كيس فحم؟ وقال تعالى: {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن..} من الآية 13من سورة النور.
في اضاءات تركي الدخيل بقناة العربية أواخر شهر شعبان 7241ه تحدث الكاتب الإسلامي جمال البنا حول جواز كشف المرأة لشعرها بدليل أن الصحابيات كن يتوضأن مع الصحابة في موضع واحد فإذا فعلن ذلك فمعناه أنهن غسلن وجوههن وسواعدهن وأرجلهن ومسحن شعورهن وهن سافرات حاسرات الرأس، كما ذكر أنه يجوز لها ان تصلي وحدها حاسرة الرأس لأن المرأة كانت تغطي شعرها حفظاً له من الغبار وترتدي الخمار كمن يرتدي القبعة الآن وليس تديناً.
لو كان من درس العلم الشرعي صار مفتياً لتجاوز عددهم السكان وضاق بهم المكان ولاختلف عليهم الزمان فلابد له أن "يتعصرن" إن جاز هذا التعبير أقصد أن يكون عصرياً ويتماشى مع المستجدات لا جامداً منكمشاً قفلاً منغلقاً متعصياً ولا ترساً صدئاً أو مكسوراً، أضرب مثالاً للتوضيح فقوله تعالى: {قل سيروا في الأرض ثم انظروا كيف كان عاقبة المكدبين} (الأنعام: 11) لو أخذنا المعنى الظاهر لالتزمنا بالنص وجرمنا من يسير في الفضاء وكفرنا من يسافر بالطائرة.
وبعد لماذا لا نكون عادلين ونمنح المرأة الحق للتمتع بمباهج الحياة بدل أن نكتم تنفسها ونعمي بصرها وبصائرها ونصم آذانها، وزيادة في التنطع نجبرها على لبس "الجوانتي" جوارب اليدين "سداً للذرائع" فنشل حركتها لا تبيع ولا تشتري ولا تقود السيارة ولا تستقدم خادمة ولا سائق فتدفع أكثر من نصف راتبها لسائق هارب أو متخلف أو مخالف امتثالاً ل{وقرن في بيوتك})، لا تأخذ ولا تعطي فيقوم الرجل الغيور بعمليتي الأخذ والعطاء بالنيابة عنها فيأخذ دراهمها ويعطيها (أبقاساً ولطشاً) لكماً ولطماً {الرجال قوامون على النساء).
إن المذاهب الأربعة أجمعت على جواز كشف المرأة لوجهها وكفيها وهو موضوع خلاف لبعض المشايخ المتأخرين الذين التبس عليهم تفسير آية الحجاب فلم يفرقوا بين الجلباب والعباءة والجيب، والنقاب والبرقع والخمار؛ والزينة والملابس والوجه وأقنعوا المجتمع السعودي بثلاثة أمور الأول إذا كان الجلباب يغطي الكعبين فمن باب أولى أن يغطي الوجه الذي به تعرف المرأة وهذه مسألة قياسية، فلو كانت تسير هذه المرأة سافرة بين نسوة ولم يسبق لأحد أن عرفها من قبل فلن يعرفها ولن يعرف أية واحدة منهن ولذلك شرع النظر للمخطوبة. والثاني أن المقصود بالزينة في قوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن} (الوجه) وهذا خطأ. الثالث من ذهب إلى أنه ينبغي على المرأة أن تغطي بجلبابها ما ترتديه من ملابس. فهل يفهم من هذا تحريم النظر للملابس. ولذلك مما يدعو للاستغراب لا للضحك أن بعض الأسر عندنا لا ينشرون غسيلهم في السطوح و"البلكونة" (الخارجة)، حتى لا يعرف أحد مقاسات نساء الدار بينما نترك الرجل الأجنبي نتيجة التشنج أن يعرف مقاسات الملابس الداخلية لنسائنا في أسواقنا ونمنع النساء من مزاولة مثل هذا العمل لنجنبها الاختلاط، فأصبحنا كمن يغطي عن الجمل ويكشف للحمّال. وحسبي الله.