قصيصة واقعية عشتها وانا صغير
( كان لي ابن عمه يشبهني وكنت متصادقا معه 80% تقريبا معظم اخر الاسبوع اكون بفيلتهم الفخمة الواقعة بحي الناصرية خلف ادارة المرور الحالية
ابي رحمه الله تعالى واسكنه فسيح حناته وجعل الفردوس مثواه كان كل اسبوع يزور عمتى ( رحمها الله واسكنها فسيح جناته ) للاطمئنان عنها وكنت انا وابن عمتى نلعب بالسياكل والكرة
كانت عمتى تهتم بي وتحبني وانا ايضا اشاركها نفس الشعور
فالذي تعطيه لابنها تعطيني مثله ( رحمك الله ياعمتي)
مرت الايام و السنين
كبرت وكبر ابن عمتى وكبر طموحه
وكعادة اهل المدن في ذلك الوقت ولازالت الى الان يتعيدون بمسقط راسهم ( ديرتهم ) للتسيار والسلام على كبار السن)
توفي ابن عمتي بانقلاب سيارة بعد اصطدام سيارة ابن عمي بجمل ليلاً
( وابن عمي سائق السيارة الذي نجا من الحادث الى الان ومنذ تلك السنين لايزور البلدة حيث اصبحت عنده عقده وتذكارا للحادثه)
عمتي حينما وصلها الخبر لم تصدق ماجرى فلا تدري هل تبكي ام تنتظر لعل احد يأتيها ويقول ان هذا الخبر غير صحيح
لقد سمعتها وهى تقول ( ناصر مامات .. ناصر سوف يأتي )
انا انظر لها وانظر لعينيها وهى حزينة والعبرة قد خنقتنى كيف لا . وناصر ابن عمتى صديق طفولتي مات
الله اكبر
مرت سنين وحينما ابي يزور عمتى كنت ارافقه وحينما اتي اليها للسلام عليها ولاقبل رأسها تقوم هى وتصلح هنادمى وتنظر في وجهى وتبحلق طويلا
وبحكم انني صبيا يافعا لااعرف لماذا عمتي تبحلق في وجهي طويلا
رحمك الله ياعمتي وياابن عمتي ويا ابي
كنت عندما اعود مع ابي اسئله : لماذا عمتي تناديني بناصر ؟
ابي لايعطيني جوابا
ولكني ارى على قسمات وجهه حزنا عميقا ..