إلى أستاذنا / ماجد الأول حفظه الله
تحية مباركة أما بعد :
فلقد قرأت ردكم الجميل على تعقيبي ، وأعتذر مبكراً عن عدم انعامي النظر في كلمة " خدني " حيث حسبتها بالذال المعجمة ، وهي عاقبة العجلة ، لكن أرى الذنب مغفوراً - بإذن الله - .
أما ما تفضلت به من الحديث عن الاستناد إلى التراث ، فهو صحيح ، لكن حكمك عليه بالطبعي كأن فيه مبالغة ، ذلك أن العمدة ليست باقتناء الألفاظ ، وإنما ظهور المذاهب لا يتأتى إلا بعد استظهارها ، ولو كانت العبرة باللفظة لرأيت المرء يقول قصيدة حداثية ثم يجملها بكلمة أو ثنتين من القديم فهل تراه بلغ بها إلى ذوات التراث ؟؟؟!
إن استخدام اللفظة مع صاحباتها ، وظهور التأثر في الأسلوب عامة هو القمين بالحكم على العمل وتوجيهه إلى أزواجه ..
وليس التجديد منافٍ للمحافظة على القديم ، بل التراث داع إلى ذلك ، وانظر معي إلى أبي الطيب - رحمه الله - وهو ينشد شعره في زمن يراه ما يراه .. هل اقتصر على أسلوب الجاهلية ؟ أم أنه زاوج فأحسن ، ثم ابتكر من المعاني ما يذهب بالألباب ( وأنا الذي اجتلب المنية طرفه فمن المطالب والقتيل القاتل )!!
أما قولك - يرحمك الله - بأنك لم تنظر في قصيدتك استنقاصاً لها ولصاحبها فهذا الاستنقاص ما أظنه محمدة أبداً وليس هو من التواضع ، لكنه من أساليب الهوى المضني للإنسان حتى يقعد به عن المعالي ، فأرجو منكم النظر والتنقيح ، والشاعر هو الناقد الأول لعمله ، وقديما قيل : " خير الشعر الحولي المحكك " ورد النظر جدير بالكشف والتمحيص ، وأنتم أدرى .
آمل ألا أكون أسأت الأدب .....