يقال إن ثلاث ساعات تقريباً هي الوقت المتبقي لإعدام القائد الركن المهيب صدام حسين المجيد ! ( أستغفر الله العظيم ) حقيقةً إن إعدام هذا المخلوق الغريب ومن نحا نحوه من حكام العرب والمسلمين، لا يهز شعرةً واحدةً في رأسي، ولا في رأس من اكتوى بناره، هذا المسخ البعثي، أكلت ثورته البعثية في أواخر السبعينات الأخضر ولم توفر يابساً، كما دمرت ثورته غير المباركة القوة العسكرية الضاربة للعراق، وأراقت وبددت ثروات الشعب العراقي على التسلح العشوائي غير المنضبط، والبرنامج النووي العراقي الذي لم نرى منه شيئاً، والذي استبيحت بفضله قصور الرئاسة العراقية على يد فرق التفتيش الغربية، والجميع يعلم أن سعادة الركن المهيب صدام أشعل حرب الثمانية أعوام مع مجوس إيران بسبب الخلاف على شط العرب، تلك الحرب التي استنزفت موارد الخليج على حماقات حارس بوابة الخليج الشمالية، بمباركة ودعم غربي أمريكي تام، ليتنازل عن شط العرب ( كرامات الفاو ) بعد غزوه للكويت في أواخر الثمانينات !
كان القائد الشجاع صدام يتفرج على الحشود الأمريكية التي أحاطت بالعراق من كل جانب، دون أن يفكر في إطلاق طلقة واحدة ضد المعتدي الصليبي، واليائس يدفعه يأسه ليقتل نفسه مع عدوه، أو كما قال شمشون الجبار عندما هدم المعبد ( عليّ وعلى أعدائي ) غير أن صاحبنا آثر الحياة وانتظار الصفعة الأمريكية كما فعل سلفه ناصر عام النكسة 1967 عندما قرر أن يتلقى الضربة الإسرائيلية الأولى، فكانت الكارثة، وضاعت القدس وطارت الجولان والضفة وشبه جزيرة سيناء، مع أن سيدهم نابليون يقول : إن الهجوم هو خير وسيلة للدفاع !
وسقط صدام لا كما سقط سيده البطل الشيشاني أصلان مسخادوف شهيداً، بل سقط وهو متشبث بالحياة بقسوة، ألقي عليه القبض كما قيل في جحر ضب، تحت أطنان من الأتربة وأكوام من الغبار، كأنه ينتظر معجزةً تعيده إلى كرسي الرئاسة الذي لفظه وبصق عليه، كما تلفظ الكراسي جميع الخونة .
جثم هذا الحاكم فوق هامات الشعب العراقي لثلاثة عقود، هجّر فيها من هجّر من مختلف أبناء وطوائف الشعب العراقي، من سنة ومجوس وأكراد، وبقي حتى سلط الله عليه من مهد الطريق له إلى كرسي الرئاسة، وكما جاء يموت، حسب قانون السكوت، كانت النهاية المذلة له ولمن نحا نحوه، سبقه نوريجا شاويش قناة بنما، مهرب الماريجوانا إلى أمريكا، ليعتقل ويحكم عليه بالمؤبد في إحدى السجون الفيدرالية الأمريكية، وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً .
ومن صافح الأفعى تسمم، هذه الشواهد المثيرة المتكررة في حياتنا كشريط سينمائي لفيلم عتيق ممل نعيها بشكل مثير، غير أن العاطفة العربية التافهة تتلاعب بنا كتلاعب اليهود بسلطة أبي مازن، وتضحك علينا أمم الأرض، جمال عبد الناصر حول أرض مصر إلى سجن كبير، وعذب وكوى وسلخ جميع شرائح الشعب المصري بلا استثناء، وعندما نفق خرجت مصر تشيعه !؟ ونيرون بغداد أحرق آبار الكويت في أبشع عملية تخريب وتدمير، لا أقول لأموال الأمة فحسب، بل للبيئة المحيطة بنا، من هواء ومياه ونبات ودواب !! إضافة إلى قتله للمئات من النساء والأطفال، وغزوه لدولة الكويت الداعمة لأكبر عمل إسلامي في مشارق الأرض ومغاربها، لنفاجئ ويا سبحان الله العظيم بأن الذي قصف حلبجة بالكيماوي، لم يكن علي المجيد الملقب بعلي الكيماوي ابن عم نيرون بغداد، بل إمام الشياطين السيستاني ! ولو احتلت إيران غداً من قبل بوش الحفيد، فسيكون القاتل هذه المرة تركيا العلمانية أو آذربيجان !؟
وعلى قاعدة إخواننا في منتدى سحاب الأمريكي، فإن الحزب الإسلامي الكردستاني الذي قارع صدام لعقدين تقريباً، والذي قصفت طائرات ال B52 وال B1 قواعده في قمم الجبال بحجة صلاته المريبة مع تنظيم القاعدة ( زعموا ) هو جيش خارجي على أمير المؤمنين صدام حسين المجيد التكريتي !؟
هذه الأمة تودع منها، مالم يرحمها ربها بالدين والعقل، حتى في معركته مع الصليبيين ووقوع بعض الأمريكان أسرى بين يديه، لم تكن الكرة لصالحنا، حيث حرروا جميعهم، ورأينا صورهم وهم يبتسمون ويهللون للسلامة !؟ حتى الأسرى يا قذر لم تجد التعامل معهم !؟ لم تسلخهم أو تسحلهم كما فعلت بأبناء الرافدين !؟ ما هذا !؟ قائد هذا أم مهرج !؟ من رحمة الله بالمقاومة العراقية انتماءها الديني السني لا البعثي ولا المجوسي، وانشطارها إلى خلايا لا تخضع لهذا المسخ وإلا احترقت المقاومة، وأن الصوت المرتفع في العراق الآن هو الصوت الإسلامي الذي يقاتل لإعلاء كلمة الله، والذي يرخص النفس لله وحده لا شريك له، يد تكبس زر تفجير الجسد في قوافل الصليب دون أن ترمش فرقاً من موت، بل شوقاً لجنة عرضها السماوات والأرض، شعارها ( قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنين )
الذي يؤلمني في هذه المهزلة برمتها، أمر تنفيذ حكم الإعدام صبيحة يوم العيد كما يشاع،لا إشفاقاً عليه، بل لتنغيصها عيد أهل السنة، وهي لفتة مهمة لنا نحن أهل السنة تستحق التأمل وتطرح عشرات التساؤلات، عن سر هذا التوقيت المريب من قبل حكومة المجوس في بغداد، كما تشير بجلاء إلى أن دين المجوس لا يقيم وزناً لشعائر أهل السنة الدينية، فغداً السبت أضحانا بمشيئة الله تعالى، والله أعلم بأضحى المجوس، إلا أنني لا أستبعد سوء النية في هذا التوقيت الغريب، فجر سبت الأضحى ! هم يريدون تنغيص عيد أهل السنة، الذين قد يتعاطفون مع صدام لسبب أو لآخر، أو لعلهم أرادوا تقليد ساداتنا من أبطال الأمة الذين ضحوا برؤوس أهل البدع في غابر الأزمان، كخالد بن عبد الله القسري، الذي ضحى بالجعد بن درهم، غير أن الآمر الناهي في هذا الفصل الهزيل التافه، هو زلماي خليل زاده، والمؤتمر بأمر السيد هم الذين يلعنون أمريكا ظاهراً، ويعبدونها باطناً شيعة أئمة آل البيت الأبيض الأمريكي !
مجد صدام حسين في ذروة حكمه على يد أزلام حزبه، ومجدته بعد سقوطه على يد القوات الصليبية، بعض أصوات الببغاوات من الإسلاميين الحمقى، فأصبح بقدرة قادر يدعم حلقات تحفيظ القرآن الكريم، ويحطم زجاجات الخمر، ويغلق الحنات، ويطارد المومسات إلخ .. والحمد لله أنه لم يدعم المراكز الصيفية، ذكرتني هذه التمجيدات المثيرة بمقالة نشرتها صحيفة المسلمون البائدة، أو الشقيقة الصالحة ( زعموا ) للقيطة الشرق الأوسط، عن دعم النصيري الحاقد حافظ الأسد في تلك الحقبة لمسابقات تحفيظ القرآن الكريم !! وهي أشبه ما تكون بالصوت النشاز لفتحي يكن السني، الدعم لحزب اللات الرافضي، مؤبن النصيري حافظ الأسد، ناحر الإخوان المسلمين في حماة ( وهم من أهل السنة ) !
عندما دخلت الدبابات الأمريكية إلى ساحة الفردوس ببغداد كنت ساعتها عند الحلاق، وكان التلفاز في وضع التشغيل لمتابعة آخر المستجدات، فقال لي مشاهد عربي متأثر للغاية بمشهد إسقاط الوثن البعثي : لقد أذلت الأمة بإسقاط تمثال ( الوثن ) الرئيس العراقي صدام حسين، فقلت له : أخبرني نبيي وحبيبي محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، بأن هدم الأصنام وتحطيم الأوثان، هو البوابة الأولى للعزة، والانتعاق من شرنقة عبادة العباد إلى عبادة رب العباد .
العرض العادي
