شدني هذا الموضوع الشيق فشكراً ألف .
بالنسبة لماذا يقرأ شبابنا ؟
فللأسف الوضع متدهور جداً ، فكما تعلمون أن من أهم وسائل العلم هي القراءة ، وتعلمون أن العلم إذا أطلق فإنه يراد به العلم الشرعي ولا غير ، فهو العلم الذي ذكر في القرآن الكريم ( وقل ربي زدني علما ) ( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) وغيرها من الآيات التي تحث على العلم الشرعي وكذلك العلم المراد في السنة النبوية هو العلم الشرعي فقط ( ومن سلك طريقاً يلتمس به علما سهل الله له به طريقاً إلى الجنة ) رواه مسلم وغيره كثير ، ولكن للأسف أن الكثير من شبابنا اتجه إلى القراءة الضارة والعديمة الفائدة كالكثير من الروايات والكتابات الساذجة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ، وتركوا قراءة الكتب الشرعية ككتب التفاسير وكتب الحديث والشروح وكتب الفقه وكتب العقيدة وكتب الوعظ والنفوس ، فوالله إن هذه الكتب التي أقبلوا عليها وتنافسوا في قراءتها واقتناءها إنها لضارة وليست نافعة ، وفي هذا الزمن أصبح المثقف الذي لا يشق له غبار ولا يحاج ولا يوازى بالثقافة والاطلاع هو الذي قد قرأ كتب تركي الحمد وغازي القصيبي وقرأ كتب الغرب وغيرهم من الكفرة والفجرة ، وتجده لم يقرأ كتاباً كاملاً من كتب الحديث كصحيح البخاري أو سنن الدارمي وتجده لم يقرأ كتاباً واحداً في التفسير كتفسير ابن كثير ، ومع ذلك يظنه الكثير مثقفاً بارعاً ومتحدثاً عبقرياً وكاتباً ساحراً ، فهذا هو زمن الانقلاب في الموازين والله المستعان .
أخيراً أنصح نفسي وجميع الشباب بالاقبال على كتب العلم الشرعي والقراءة فيها وإدمان النظر فيها ، فهي والله الباقية وهي والله النافعة وهي والله الرافعة لمستواك التحصيلي والعملي والسلوكي ، أما غيرها فهي هباءً منثوراً وهي الزائلة وهي الضارة وهي المدمرة لمستواك ، فإياك أن تطير مع العجة وأن تدمن على هذه الكتب الضارة قبل أن تتأصل علمياً وشرعياً وعقدياً ، فإذا صنعت ذلك فأنت وشأنك والله أعلم .