في المقبرة رأيت شاباً أعرفه فسلمت عليه وقلت له هل لك معرفة تجمعك بأخينا أبو عدي رحمه الله ؟ قال : نعم
ثم قال : في آخر مرةٍ جاء إلينا ونحن شباب في استراحة وجد قِطــةً عند الباب قد أنهكها الجوع فذهب إلى البقالة وأشترى لها ثلاثة علب تونة ريوماري ثم فتحهن جميعاً ووضعهن لها، فقال له أحد الشباب :
( نحنُ ما أكلنا ريوماري من شان تأكلها القطة.! )
فقال أبوعدي رحمه الله : أنت تستطيع أن تذهب وتأكل وإن كان عليك قاصر جبنا لك..!
من هنا جاء على بالي حديث تلك المرأة التي دخلت النار بسبب هرةٍ حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض.
ثم جاء على بالي أيضاً تلك المرأة البغي التي دخلت الجنة لأنه وجدت كلباً يأكل الثرى من شدة العطش فنزلت البئر وملأت خفها وسقته .
رحمك الله أبا عُدي وأسكنك فسيح جناته، وألهم زوجتك وأولادك وذويك الصبر والسلوان.