بـالأمـس الـقـريـب قـابـلـنـي أحـد أقـاربـي وكـان مـهـمـومـاً وكـأن مـصـائـب الـدنـيـا
يـحـمـلـهـا فـوق رأسـه ، فـسـألـتـه عـن هـذا الـحـزن ؟
وأقـسـم بـالـلـه أن جـوابـه يـقـول : كـنـت أقـود سـيـارتـي عـلى الـدائـري بـسـرعـة
مـعـقـولـة تـقـريـبـاً 80 وكـانـت أمـامـي إشـارة ضـوئـيـة بـالـلـون الأخـضـر ، وعـنـدمـا
إقـتـربـت مـنـهـا أضـاءت بـالـبـرتـقـالـي فـكـان مـعـي مـجـمـوعـة مـن الـسـيـارات
وجـمـيـعـهـم واصـلـوا الـسـيـر لأنـه مـن الـصـعـوبـة الـتـوقـف وبـيـنـنـا وبـيـن الاشـارة
أمـتـار ، وفـجـاة ظـهـرت سـيـارة الـمـرور فـكـان قـائـدهـا قـد تـخـفـى في مـكـان مـاء
أوقـفـنـي بـتـغـطـرس وتـعـالـي وألـفـاظ سـيـئـة وقـال لـو لـم تـقـف لـصـدمـتـك
وأعـطـاه مُـخـالـفـة مـشـكـوك فـيـهـا بـتـجـاوز الاشـارة .
نـقـلـت لـكـم هـذه الـقـصـة لـثـقـتـي بـهـذا الـرجـل وأدبـه وأخـلاقـه وإتـزان قـيـادتـه
يـقـول قـلـت لـه ضـع نـفـسـك أن بـيـنـك وبـيـن الاشـارة أمـتـار كـيـف تـقـف
ولـكـنـه تـعـالـى بـالأجـابـة وكـأن لـيـس لـي وجـود .
الـظـلـم ظـلـمـات والـمـال حـرام فـكـيـف نـرجـو الـخـيـر والـسـعـادة والـبـركـة
بـالـحـيـاة ، قـلـت لـه : الـظـالـم سـيـنـدم بـالـدنـيـا ولـه بـالأخـرة عـذاب ألـيـم
لـمـاذا الـوقـوف بـالـقـرب مـن الاشـارات ؟
لـمـاذا الـتـخـفي لـلـبـحـث عـن ضـحـايـا كـثـيـر مـنـهـم بـحـالـة إقـتـصـاديـة سـيـئـة