
*
*
-الباسط: 
(القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، المانع، المعطي، الضار، النافـــع)
قال رحمه الله تعالى : " القابض الباسط، الخافض الرافع، المعز المذل، المانع المعطي، الضار النافع".
"هذه الأسماء الكريمة من الأسماء المتقابلات التي لا ينبغي أن يُثنى على الله بها إلاّ كلّ واحد مع الآخر لأن الكمال المطلق من اجتماع الوصفين، 
فهو القابض للأرزاق والأرواح والنفوس، والباسط للأرزاق، والرحمة، والقلوب، 
وهو الرّافع للأقوام القائمين بالعلم والإيمان الخافض لأعدائه، 
وهو المعزّ لأهل طاعته، وهذا عزّ حقيقي، فإن المطيع لله عزيز وإن كان فقيراً ليس له أعوان، المذلّ لأهل معصيته، وأعدائه ذلاً في الدنيا والآخرة فالعاصي وإن ظهر بمظاهر العز فقلبه حشوه الذل وإن لم يشعر به لانغماسه في الشّهوات 
فإن العزّ كلّ العزّ بطاعة الله، والذلّ بمعصيته {وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ}(1) {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً}(2) {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}(3)وهو تعالى المانع المعطي فلا معطي لما منع ولا مانع لما أعطى(4) وهو تعالى النافع لمن شاء من عباده بالمنافع الدينية والدنيوية، الضّار لمن فعل الأسباب التي توجب ذلك(5).
وهذه الأمور كلّها تبع لعدله، وحكمته، وحمده، فإن له الحكمة في خفض من يخفضه، ويذلّه، ويحرمه، ولا حجة لأحد على الله، كما له الفضل الخفي على من رفعه وأعطاه ويبسط له الخيرات.
فعلى العبد أن يعترف بحكمة الله، كما عليه أن يعترف بفضله ويشكره بلسانه وجنانه وأركانه.
وكما أنه هو المنفرد بهذه الأمور كلّها جارية تحت أقداره، فإن الله جعل لرفعه وعطائه وإكرامه أسباباً، ولضدّ ذلك أسباباً من قام بها ترتبت عليه مسبباتها،
وكلّ ميسّر لما خلق له
أما أهل السّعادة فييسّرون لعمل أهل السعادة، وأما أهل الشّقاوة فييسّرون لعمل أهل الشقاوة،
وهذا يوجب للعبد القيام بتوحيد الله، والاعتماد على ربّه في حصول ما يحبّ، ويجتهد في فعل الأسباب النافعة فإنها محل حكمة الله"(6).