أخي صاحب الموضوع الكريم , أحبائي الكرام . . .
لعلي أشارك بمداخلة خاصة بالمكتوب دون الكاتب , وهو من باب النقد , فلا تؤاخذوني , فأقول :
جاء النص ضاربًا في الهذيان اللغوي الذي يشيع في عصرنا هذا , حيث نجد أن من لم يفهم النص يجد شعورًا غريبًا باستمتاع لا حقيقة له .
أول هذا الهذيان أن المراد بالمضاجعة هو فعل النكاح , بدليل ذكر العذرية و ردود صاحب النص ؛ ذلك لأن بعض الردود جاءت بحمد من قال بأن المقصود الأمة , ثم بحمد من قال إن مفردة المضاجعة وردت في القرآن والسنة على هيئة النكاح , وهذا كذب على الله ورسوله , فقد بين أحد الأعضاء معنى المضاجعة .
في القرآن ذكر النكاح , وذكر " فلما تغشاها " و " فلما قضى زيد منها وطرًا " و " فآتوا حرثكم أنى شئتم " و " هن لباس لكم وأنتم لباس لهن " وغيرها من الآيات التي تدل على مفهوم الأدب الإسلامي اليوم .
فالحق أن صاحب النص كان يقصد معنى المضاجعة بالنكاح وهذا خطأ واضح في استعمال اللغة كما سبق بيانه .
من هذيان النص نجد قوله : ( فقد إمتلأ حشاي المسجى وعانق السماء وصار يغطي الأفق .. ) .
فالحشا مسجى على الأرض ثم فجأة يعانق السماء , ثم فجأة أخرى يسد الأفق , وهو ليس الجسد كله وإنما جزء منه وهو الحشا . فهذا هذيان في اللغة , إذ كيف يسد الجزء الصغير من الجسد الصغير الأفق الكبير ؟ ثم الصواب أن يستخدم حرف العطف " ثم " بدلاً من حرف العطف الواو . . . والفعل الماضي " إمتلأ " صوابه بلا همزة قطع , فهو همزة وصل " امتلأ " .
هذه مجازات وتشبيهات واستعارات لا يهذي بها إلا الأعجمي حديث عهد بلغة العرب .
جاء في النص : ليس عيبًا أن أكتب لها .
والصواب إليها , والفرق بين حرفي الجر أن اللام في " لها " يعني أنها بجواره فهو يكتب ما تملي عليه تلك المخاطبة عن شيء تريده هي وليس ما يريده هو , وهو يريد أن يكتب إليها , بدليل ذكره الإرسال .
جاء في النص : والغريب أني نظرت لهذا الجسد .
والصواب أن النظر يتعدى بحرف الجر : إلى . فالصواب : أني نظرت إلى هذا الجسد .
جاء في النص : عيني وعذريتك كانوا هنا .
والصواب : عيني وعذريتك كانا هنا . للتثنية . ولو أراد " عينيّ " بالتثنية , فالصواب : عيناي . بالرفع .
ليس في النص ما يدل على الأمة البتة .
فالنص كله ضرب من الهذيان كما قلت , وأكبر الظن عندي أن هذا الفهم الخطأ في معنى المضاجعة بمعنى النكاح قد استعمل من خلال الترجمة الخاطئة في ترجمة الأفلام الغربية .
تحياتي للجميع
.