قُصَاصَات من حقيبةِ الذكرى
د. عبد الرحمن صالح العشماوي
(1)
يومٌ أتى
وحقيبةُ الذكرى ممزّقةٌ
وفي وجهي ارتباك
هذا وذاك
هذا يغص بضحكة استهزائه منّي
ويرمقُ وجهَ ذاك
ماذا دهاك؟؟
كان السؤال مغلفا بشماتة الباغي
فهل تاهت رؤاك؟
من أين يبتدئ الطريقُ
إلى العراك ؟
كلُ الخيوط تشابكت
خيط هنا
خيط هناك
ويد تمد لنا الشباك
متوقفون
بلا حراك
متهورون يسابقون الريح
في درب الهلاك.
(2)
حرب ولكن الفوارس يلعبون
والواقفون على خطوط النار
لا يتلفتون
متربصون وغافلون
والسذج البسطاء باللحن الدخيل
يدندنون
يحيا أباة الضيم
يحيا الجائرون
والجاهلون بلهوهم يتمرغون
يعطون ألف هدية لكنها
لم تبلغ المعشارمما يسرقون
(3)
سلم
وما أقسا السلام
بلا كرامة
سلم
وكل الراحلين ينقبون
عن السلامه
أعماقهم تغلي أسىً
وعلى وجههم العلامه
قوم يهزون الصليب
ويعتدون
والآخرون ينقبون عن الإمامه
وكأنها
في جبةٍ سوداء تكمن
أو عمامه !!!ـ
والصادقون يرددون دعاءهم :ـ
لا كان سلمٌ
يٌفقد الناس الكرامه.
(8)
خسئ اليهود
كلماتنا خجلت ولم نخجل
ولم نرع العهود
خسئ اليهود
والصمت ينسف أمتي
وخلافها الدامي يمزقها
فليس له حدود
قوم على شرفات حيرتهم
وقوف
والآخرون على كراسيهم
قعود
وتساؤلٌ مرٌ على شفة الأبي:ـ
متى تقارقني القيود؟
من أين لي بأبي عبيدة
وابن وقاص وأين ابن الوليد ؟؟
من أين لي
بالذاكرين الله
أرمي في طريقهم الورود؟؟
وأقولها
والنور يغمرني
وعزمي كالحديد:ـ
خسئ اليهود
خسئ اليهود
****
غرسوا الشوكة في حلقي
وقالوا:ـ
أيها البلبل
غرد
زرعوا الآهة في صدري
وقالوا :ـ
لاتقل إني حزين
لا تردد
ملأوا عيني دمعا
ثم قالوا :ـ
كيف تبكي؟
كيف تشكو
أيها الجاحد للفضل
وتحكي؟
نسفوا الفرحة في قلبي
وقلوا :ـ
كيف لاتفرح ياهذا وتشدو؟