في أحد الأيام ذهبت إلى إحدى مؤسسات الدولة لأزور صديقا لي(ماهو مسؤول كبير بل حارس أمن...!!)
_ عشان ماتقولوا مشهور الطاحونة وتدوروا وراي واسطة..!!_ وبدأت أتمشى أنا وأياه خارج المبنى الداخلي فرأيت مايدمي القلب في ذلك المكان تحت الشمس الحارقة والغبار المتطاير والأمطار طاولات كراسي أجهزة كهربائية إكترونية و...و...و...
فقلت : لماذا هذه الأشياء في هذا المكان السيء المكشوف؟
لماذا لايستفاد منها في أسرع وقت ممكن ؟
قال : استفيد منها وانتهى أمرها...!!
قلت: أتمزح , قال : بل لا أقول إلا الحقيقة , قلت : لم ينته عمرها الأفتراضي وما زالت جديدة...؟
قال هذه سياسة وفكر أصحاب الشهادات العليا...!!
قلت : كيف ذلك ؟ قال : المسؤول في هذا المكان عندما تأتيه ميزانية بكذا وكذا من الملايين يحاول ألا يبقي ريالا واحدا في ميزانيتة من أجل ألا تأتي ميزانية السنة القادمة إلا وقد صفرت تلك الميزانية .
قلت : طيب هذه جديدة(بقراطيسها) قال : حتى ولو كان .
قلت: لماذا لايرجع فائض ميزانية هذه المؤسسة الحكومية إلى بيت مال المسلمين...؟!
قال ساخرا : ماذا تقول يا أبا بكر الصديق...؟!!
قلت :طيب من أجل ماذا كل هذا...؟!!
قال : يخاف المسؤول أن لو أرجع الفائض عن حاجتهم لأصبحت ميزانيته أقل من السنة الماضية فهم يفعلون كذا من أجل أن تثبت الميزانية في الوزارة المالية وكل سنة بهذه الطريقة .
قلت: تتطاير الملايين من بيت مال المسلمين من أجل هذا التفكير العقيم المغلف بالأنانية وحب الذات...؟!!
ألم يفكروا بأبناءهم والأجيال القادمة...؟! ألم يفكروا بعاقبة الإسراف والبطر...؟! ألم يفكروا بمشاكل الفقر والعطالة والمشاريع التي على قيد الانتظار...؟!
أين الأمانة , أين الوطنية أين...أين...؟!!
قال : ليست السياسة في هذا المكان فحسب ولا في هذه المنطقة بل في جميع مدن ومناطق مملكتنا الحبيبة...!!
قلت: هذا مايزيد الماء بلة والأمر علة...!!
وهذا ماجنيناه من فكر أصحاب الشهادات العليا وصفوة المجتمع ونخبة النخبة...!!
العرض الشجري