[align=center]
منذ فجر التاريخ والإنسان ميّال إلى الطمع والشره من أوسع أبوابهما في كل شيء مستحب لاسيما المال , حتى جاء القرآن فقال : ( وتحبون المال حـبًّا جمـًّا ) , وقال : ( علم أنكم تختانون أنفسكم ) , وقال : ( إنما أموالكم وأولادكم فتنة ) . وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد أبداً ) .
من يعرف سمير مقالنا يأخذه العجب من كثرة تلك المناصب التي يشغلها ويحتلها , فهو يحمل وظيفة محاضر في جامعة القصيم , ومفرغ كيما يكون مشرفًا عامًا على المستودع الخيري في بريدة , وإمام وخطيب جامع محمد بن عبد الوهاب فيها , ثلاثة مناصب كل ينصب يقول لصاحبه الآخر دعني أتفرغ لأخيك المنصب الآخر ولا يكاد يستجيب له أحد منها .
مشكلة أهل القصيم أنهم يثقون في أهل الخير ثقة عمياء حين ترميهم الأقدار إلى الخير طوعًا أو قسرًا , فلا يلبثون كثيرًا حتى يطمئنون لسدة المنصب واعتلائه , وما ذلك إلا أن زيدًا من الناس عليه سيما الصلاح وغيره عدم لا يُعبأ به .
يجهل كثير من الناس أن الإدارة ليست بكثرة العلم والإيمان , وإنما بقوة الإرادة مع توفر الأمانة , فهذا موسى وصفه على لسان ابنة شعيب ( يا أبتِ استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ) , فالقوة أولاً , ثم الأمانة , وابن تيمية يقول : ( وتقتضي السياسة الشرعية المستمدة من السيرة النبوية استعمال الأصلح في الولايات ، وإن كان في الرعية من هو أفضل منه في العلم والإيمان ) .
هناك حكمة في عاميتنا الدارجة تقول : ( راعي الشغلتـين بطّال ) , وصاحبنا صاحب ثلاث شغلات لا شغلة واحدة , فأين يكون النجاح ؟ وأين يكمن التقييم إن أردنا له التقويم , والله يقول : ( ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه ) ؟ !!
إن صاحبنا يذكرني بذلك الإمام للمسجد الذي يشغل وظيفة المؤذن والخادم في الوقت ذاته مع إمامته بالمصلين , فهو يتقاضى ثلاثة أجور من مكافآت الدولة , واضعًا المسجد نهبًا للفرص .
لا يزال سؤال يلحُّ عليَّ ههنا مفاده : هل تَعدم القصيم اليوم رجلين عدلين يأخذان ذينك المنصبين من صاحبنا كثير المناصب ؟
لو تحدث الكتّاب عن هؤلاء لرأينا نجاحًا كبيرًا في مؤسساتنا .
!![/align]