أدعكم الأن مع القصة المثيرة التي يرويها صديقي الرياضي وبشئ من التصريف وإعادة الصياغة لما جاء فيها
فيقول الراوي يا سادة يا كرام
"أحداث وأسرار هذه المباراة ليست وليدة يوم أو ليلة او موسم واحد بل إنها احداث متتابعة ربما تصل جذورها الى اكثر من عدة اعوام ومنذ ان بدأ احد الفريقين – الاتحاد - في حصد بطولات عديدة بشكل احتكاري لم يسبقه اليها أحد في تاريخ الكرة السعودية حيث حصد في عام واحد اربع وفي عام آخر خمس بطولات بما فيها من احداث وقلب من موازين لتلك المباريات بأهداف سهلة جدا جدا لا يمكن ان تلج في فرق كبيرة أستعدت وسيطرت وقدمت مباريات ولا اجمل أمام هذا الفريق ولكن تكون هي الخاسرة في النهاية ، وكل ذلك جعل الكثير من الأقاويل تدور حول هذا الفريق ( ربما بعضها من منافسيه الذين لم يعجبهم ذلك الوضع ) وربما البعض الآخر من جماهيره او من إدارته وذلك من خلال التصريحات التنبؤية التي كانت تسبق لقاءات الفريق الختامية وتبثها الإدارة والجماهير هنا وهناك وفي كل مكان عام أو خاص
ثم نصل الى ما يتعلق باللقاء الأخير على نهائي كأس ولي العهد السعودي والذي سبقه لقاء دوري بين الفريقين المتنافسين انتصر فيه الاتحاد باربعة أهداف ... وليس الغريب في الفوز بقدر ما هي الغرابة في تجرؤ الجماهير بل وحتى بعضا من المسؤلين قبل المباراة بإعلان تلك النتيجة بشكل تحدي وتنبوء أكيد لا يقبل الشك ، وانتشر خبر الأربعة قبل المباراة بأسبوع فإذا بالمباراة تأتي مؤكدة النتيجة
ثم تلتها مبارة أخرى لنفس الفريق على المربع الذهبي لكاس خادم الحرمين امام النصر فإذا بأحداث غريبة وتجاوزات تحكيمية واهداف سهلة تكرر ما راح اليه واصبح الكثير شبه متأكد منه وهو ان هناك قوى خفية غريبة تساعد هذا الفريق في تحقيق نتائجه وهو ما يسمّوه في عالم الكرة بالدنبوشي او السحر
نعود الى اللقاء المرتقب على كاس ولي العهد وعلى الجانب الآخر – في معسكر الفريق الأهلاوي – كان الوجوم والترقب بل وحتى الخوف من ذلك الفريق الذي يتنصر بالقوى الخفية يسيطر على اغلب اللاعبين خصوصا بعد ان بدأ الإتحاد في ممارسة هوايته المفضلة في اللعب بالأعصاب واستغلال هذه النقطة فبدأ يبث في الأوساط انه فائز لا محالة وان النتيجة – وهنا اختلفت الروايات ما بين اثنين او ثلاثة لواحد - ، بل إن عدوى الخوف من الاتحاد وقواه الخفية او الجنيّة بلغت الى مدرب الفريق الأهلاوي السابق البرازيلي والذي ربما كانت هذه احد ظروف اقصائة فورا بعيد الهزيمة الثقيلة الأخيرة بالأربعة .. وانشق الفريق الأهلاوي وادارته الى فريقين فريق لا يريد ان يسلم بهذه الأوهام والخزعبلات ابدا أبدا ولا يريد ان يصل هذا الاحساس الى اللاعبين وربما كان محقا في ذلك وغالبية هذا الفريق من الإدارة والفريق الثاني فريق المنهزمين الخائفين والمسلّمين بالنتيجة قبل البدء وعلى ذلك كان معظم اللاعبين وبقيت فئة قليلة جدا تمسكت بالوسط وتعاملت مع الحدث بواقعية كما سيأتي لاحقا
إقترب الموعد جدا جدا .. ليلة او ليلتين وتحل الكارثة على الفريق الأهلاوي ويفقد الفريق إعداد وجهد عام كامل .. نعم فالإتحاد أعلنها صريحة وقوية بأنهم هم الفائزون بل وحتى النتيجة معروفة سلفا .. اذا ليت المباراة تاتي وتنتهي ونرتاح من هذا العناء النفسي الشديد " ذلك كان لسان حال معظم الأهلاوييون"
في الخفاء وفي عالم الغيب كان هناك تقديرا وترتيبا آخرا من رب العالمين .. أحد الدعاة الى الله الشباب والممارسين للرياضة وأصحاب الخلفية الرياضية عطفا على ماضيه الشبابي في الرياضة وفي التشجيع الرياضي يروي بأنه كان متضايق جدا من هذا الحال الذي وصلنا اليه من الرياضة من خلال ما اصبح يراه ويسمع به في كل مكان في مقر العمل وفي الأماكن العامة وغيرها من توجه الناس الكامل لهذا الحدث وانتظار ما ستسفر عنه التنبؤات وبما صاحب ذلك من لعب في عقائد الناس والشباب ودفعهم الى التسليم الكامل بقوى الجن ونسيان التوكل واليقين على الله تعالى .. تحركت في نفس هذا الداعي دوافع ورغبة ثم فكرة دعوية جديدة ورائعة جدا
قال " الى متى نظل بعيدين عن التجمعات الشبابية الهامة مثل الأندية الرياضية وغيرها بحجة انها اماكن لهو وإهدار الطاقات والأموال .. والى متى تظل هذه الفئة من اخواننا وأحبابنا وابناء جلدتنا اللاعبين والذين ربما خطفهم بريق الشهرة والأعلام عن كثير من الواجبات الدينية والعلمية والشرعية .. لماذا لا نجرب معهم .. لماذا لا نقترب منهم ونزرع الخير فيهم .. ونقدم لهم الجرعات المباركة التي تكون لهم نورا في حياتهم ... فكر في برنامج دعوي بسيط .. حاول الوصول الى الإدارة الأهلاوية وعرض عليهم برنامجه .. فوجد منهم كل ترحيب وتقدير وحرص على لاعبيهم وعلى سلامة عقيدتهم وتنقيتها من تلك الشوائب التي أثّرت عليهم بلا شك من جراء الحروب النفسية والأعلامية والجماهيرية .. رحبوا به بحرارة ورتبوا له جلسة ( بناء على طلبه ) مع اللاعبين ليلة المباراة ( وهنا ربما لا اعرف بالضبط تفاصيل تلك الجلسة وما دار فيها وغيرها من الأمور) ولكن ما استطعت ان اعرفه انها كانت تدور في محورها على تصحيح العقيدة والتوكل على الله واليقين على الله تعالى ثم بشرح اسلامي شرعي للسحر والجن والشياطين وتأثيراتهم وعالمهم الغريب وبإفهامهم كل ما يتعلق بهذه الأمور بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة"
كان لهذ الجلسة مفعول السحر واقوى على نفوس اللاعبين .. عاد بريق الأمل في أعينهم .. وعادت الدماء الى عروقهم .. وانتعشت الروح بذكر الله كيف لا وهل بغير ذكر الله تطمئن القلوب .. فرحوا وانتشوا .. تذكروا ان هناك قوي قادر على إبطال كل سحر ودحر كل شيطان اذا ما تمسك الانسان بمقتضيات ذلك .. وهذا ما افترض الجميع ان هناك سحرا حيث لم يجزم لهم ذلك الداعية بوجوده لأن ذلك في علم الغيب ولا يستطيع احد اقراره ولكن الكلمة كانت تعليقا كاملا بالله لمواجهة اي شئ
نزلوا الى ارض الملعب .. ومن يراهم قبل وبعد تلك الجلسة يدرك تمام الفرق .. انقضوا بروح الواثب الواثق .. كانت لهم الغلبة والسيطرة طوال ذلك الشوط وما هي الا لحظات وكان لهم هدف السبق الذي يكانوا يحلمون به حلما ( حيث أن خصمهم قد حرمهم حتى لذة التقدم عليه بهدف او نصف هدف في لقاءاتهم السابقة ) وتوالت الفرص وتأكد الجميع بأن الليلة ليس فيها قوى خفية او قوى غريبة... وان ارادة الله وتوفيقه لمن يبذل جهدا عمليا وواقعيا سينال الفوز ، ثم تكون ظروف اللقاء الأخرى من مؤثرات جماهيرية وتحكيمية وغير ذلك هي عامل الحسم في نهائي كبير كهذا
انتهت المباراة بكل ما فيها من ملاحظات سواء على التحكيم او على الفرص الضائعة ( وهي عادة رياضية مألوفة في كل اللقاءات ) بفوز الفريق الذي كان ابعد ما يكون نفسيا وتوقعاتيا عن الفوز بعد ان تغير جلده بالكامل وسطّر روحا قتالية عالية لم تخلوا من ألأخطاء المعتادة .. وبهزيمة الفريق الذي تحدى وتنبأ وأكد بل وتعدى على كل شئ حتى على عقائد الناس والشباب وتعليقهم على قوى الجن وتأثيرهم ونسيان مدبر الكون سبحانه وتعالى"
ارجو ان لا يفهم البعض من قصتي هذه تأكيد التهمة على إدارة نادي الاتحاد بقيامها بأعمال السحر ... والعياذ بالله وكيف لنا ان نتهم اخوة مسلمون بهذه التهمة وهم الذين يعلمون كفر من قام بها او على الأقل عدم قبول صلاة اربعين يوما لمن يتعامل معها .. بل حاشى وكلا فلا يعلم النوايا والخفايا الا الله
ولكن هذا ما حدث نقلته توضيحا وأمانة لنقل حادثة مهمة وموقف فيه الكثير من الدروس والعبر مهما كانت صحة التصريحات من عدمها فربما كانت تلك التنبؤات من باب الحرب النفسية وكذلك دور الجماهير في ترويج مثل هذه الأمور وربما وربما
الى هنا تنتهي رواية صديقي الرياضي والتي صغتها وعدلت لكم فيها قدر المستطاع ليكون لي معها وقفات وتعقيب ان شاء الله.. وكما تابعتم في نص كلامه بأنه لم يكن القصد منها الانتقاص من احقية فريق على فريق فيما احرزه من بطولات وغير ذلك
ولكن الهدف ابعد من كل شئ .. أبعد من التشجيع والتعصب .. الا وهو الدور والموقف الذي قام به هذا الداعية واستغلاله لحدث مهم لتوجيه واخراج الناس والشباب من سيطرة وظلم العباد الى حسن الظن والتوكل واليقين برب العباد والقائه لكلمات بسيطة في موقف كان عصيبا على أهله ربما يكون لها من الأثر على متلقيها ما الله به عليم
ثم موقف هذه الإدارة الواعية التي تعاملت مع برنامج هذا الداعية بكل واقعية وحرص وإخلاص ولم يغلقوا الباب في وجهه بحجة انشغالهم بذلك اللقاء الهام وترتيباته وان اللاعبين في معسكر مغلق وان ... وان ... الخ من المبررات التي كانت ممكنة جدا جدا وهم في ضيق من الوقت ولكن لم يفعلوا فكان لهم ما ارادوا
ولي مع الموضوع بعض الوقفات ان شاء الله والمجال الآن مفتوح لكم للتعليق ولكن برجاء ان نخدم القضية والفكرة الدعوية الجديدة التي قام بها الأخ وتعليم الناس كيفية استغلال كل شئ في حياتنا حتى الترفيه واللعب والكرة لزرع اليقين وتقوية الإيمان في نفوس فلذات أكبادنا
اتمنى ان لا نخرج عن الموضوع الى افعال المدرجات الرياضية فالهدف اكبر من كل ذلك
--------------------------------------------------------------------------------
منقول من : الساحات - الساحة المفتوحة
وهذا رابط الموضع المباشر
وشكرا للأخ المحرر الاجتماعي