رجل مُسنّ تصله رسالة جوال مضمونها ( سارع في تحميل آخر نغمة لهيفاء وهبي ) ، وامرأة تزعجها نغمة الرسائل تبحث عن رواتبها وهي راقدة بعد يوم شاق ، ومراهق تباغته رسالة تخاطب غرائزه ورسالة أخرى تحاكي رغباته وتقول ( لقد ربحت سيارة ولكي تستلمها أرسل رسالة لهذا الرقم ..) وفتاة واقفة بين يدي الله خاشعة والرسائل تصلها لتصرفها إلى اللهو واللعب ..!!
هذا هو حال مشتركي شركة الاتصالات السعودية التي لم تراعِ ملكيّة الجوال لصاحبة فسمحت لمثل هذه الرسائل التجارية باقتحام خصوصية المشترك وشاركته في أحد أملاكه الخاصة ..
إن استمرار الاتصالات بفتحها المجال لشركات الدجل بالتدخل في جوال المشترك لهو دعم معلن لاستفزازه واستنزافه دون خجل أو مراعاة لحقوقه الأدبية والأخلاقية والمادية ..
ويجب عليهم إن أرادوا احترام المشترك أن يجعلوا هذه الرسائل في قائمة الخدمات التي يجب الاشتراك بها أو إلغائها متى ما رغب المشترك ، فمن الذي أعطى هؤلاء الحق في إرسال ما يريدون لمن لا يريدهم ..؟
ثم أن هناك واجب وطني تقع مسئوليته على عاتق الاتصالات تجاه هذه الرسائل العابثة التي تبحث عن مراهق أو آخر يشتكي ظروفه المادية فتقوم هذه الإعلانات باستنزافهم وغشهم ودغدغت مشاعرهم وحاجاتهم ..!! فهل البحث عن الأرباح يا شركة الاتصالات يجيز لكم فتح أرقام المشتركين لهذه الشركات ..؟ وهل البحث عن الريادة بين الشركات المنافسة يلغي القيم ويطمس قيمة المشترك ..؟ وهل المادة أصبح أهم في نظركم من أبناء الوطن الذين وضعوا ثقتهم بكم ..؟
بئس الإرباح والمكاسب إن كانت تهدف لجيوب المراهقين ولا توقر كبار السن ولا تحترم خصوصية أحد ، وتجعل البواب موارباً لخدمات الميسر والدجل والسحت ..!!
يجب على شركة الاتصالات وقف هذا العبث الأخلاقي التي تمارسه شركات الوهم والغش والطريق إلى الفقر والضياع ..