[align=center]عصفت بذهني بعض الأفكار
تذكرت ماضيا ليس ببعيدا عن أحد الأقطار
ماضيا عندما رأيت حاضره
تملك قلبي حزنا لا يطاق
حملت روحي بين كفي ورميتها بعيدا
رجوتها أن تأتيني ببعض من الأخبار
سألتني إلى أين ذهبت بك الأشواق
فأجبتها اذهبي إلى بلد الأخيار
اذهبي إلى بلاد الرافدين
أرض العراق
ذهبت وقد تملكها بعض الأسى
تجول في شوارعها في كل طريق وزقاق
سكنتها تقمصتها لم أطيق الانتظار
آه .. ويل قلبي ..!
ما هذا ..؟
إنها طفلة تستنجد
بأبيها بأخيها أو بعض الرفاق
ولا أحد يجيبها
تصرخ بأعلى صوتها
أين أنتم ..؟
أترضون أن أكون كشاة لمذبحها تساق
يا إلهي ..!
وهناك أم جريحة
تئن بصرخة مكتومة
وتحتضن طفلا معاق
أماه .. ماذا حدث لكي .. سألتها
أجابت وفي عينيها نظرة إشفاق
أي بني .. ما لذي أتى بك إلى هنا
لم تعد هذه البلد كما عهدتها
إنها الآن يحكمها الظلم والعنف والنفاق
اذهب بعيد واتركني للأقدار
هناك رأيت ثلة من الرجال
يمشون وقد حملوا نعشا على الأعناق
وفيهم شيخا كبيرا مبتسما
عجبت لما يحدث ..!
ما بال هذا الأفاق
يسير في جنازة .. وعلى وجهه ترتسم ابتسامة ..!
سألته .. ما بك يا عماه ..؟
قال لي إن ذاك ابني الثالث لقبره يساق
مات دفاعا عن أرضه شهيدا
ولذلك تراني سعيدا
اكتفيت بما رأيت
لم يعد في وسعي الاحتمال
أريد الرجوع لأبقى في ذكريات الماضي
ولا أريد هذا البؤس في أرض العراق[/align]
[align=left]بقلم / عبدالله الوشمي[/align]