تصنيع التمور في المملكة
لقد اتسم الاقتصاد السعودي في السنوات الأخيرة باستجابته المتسارعة للمتغيرات المختلفة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي , وكان القطاع الزراعي رائداً في الأخذ بهذه التغيرات من خلال تهيئة المناخ المناسب للاستفادة بأحدث ما تقدمة تكنولوجيا العصر لرفع كفاءة الموارد الزراعية المتاحة ، وزيادة الإنتاج الزراعي مع الارتقاء بجودته وتنويعة لزيادة القدرة على المنافسة في الأسواق المحلية والعالمية خصوصا بعد ان انضمت المملكة لمنظمة التجارة العالمية في 12 نوفمبر2005م .
وكان للتمور نصيبها الوافر في اهتمام المملكة بما قدمته لها من قروض ميسرة لشراء الآلات والمعدات والمكائن والمضخات والأسمدة الكيماوية والمبيدات ، بالإضافة إلى الدعم المادي لشراء الفسائل الجيدة وزراعتها , وإعانة الإنتاج بواقع 25 هللة لكل كجم يتم إنتاجه من جميع الأصناف ولجميع المنتجين , وكذلك شراء جزء من الإنتاج يقدر بحوالي 21 ألف طن سنويا بواقع 3000 ريال للطن مع تقديم الخدمات الإرشادية والوقائية والبحثية بالمجان للمنتجين 00وهذا ما شجع الكثير من المستثمرين على الدخول في مجال زراعة النخيل وإنتاج التمور وبالتالي زيادة الإنتاج ليصل إلى أكثر من 941 ألف طن عام 2004م ، ومن المتوقع زيادة الإنتاج في الفترة القادمة نظراً لزيادة غرس الفسائل ولوجود حوالي ربع أشجار النخيل غير مثمرة وفقاً لبيانات التعداد الزراعي الشامل لعام 1999م .. بالإضافة إلى دخول الكثير من المستثمرين حاليا في مجال تصنيع التمور حيث تزايدت أعداد المصانع العاملة في هذه المجال إلى 56 مصنعاً أنتجت نحو 72.2 ألف طن من التمور ومشتاقتها عام 2004م .
إلا أنه لا يزال تصنيع التمور في المملكة دون مستوى الطموحات حيث لاتتعدى كمية التمور المصنعة نحو 8.1% من الإنتاج المحلي لعام 2004م ، وحصر تصنيع التمور في عملية التجهيز والتعبئة فقط حيث تمثل التمور المعبئة اكثر من 80% من التمور المصنعة لنفس العام , كما لوحظ أن صادرات المملكة من التمور لا تمثل سوى 3.9% من الإنتاج عام 2003م ، ويتركز التصدير إلى الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجى حيث استوردت هذه الدول نحو 90% من إجمالي صادرات المملكة من التمور لذلك العام .