(4)
وقف أحد الأخوين سالفي الذكر وقال: يا محمد!! (يقصد القائد)
ما رأيك بالتصويت؟
قال القائد: بل القرعة!!
فرشحوا التصويت على القرعة!!
قلت: هل من الممكن أن يأخذ كل واحد فترة 5 دقائق للتفكير؟
فوافق القائد على الفور...
أخذت أسرح في خيالي من سأقصي ومن سأبقي!!
فأين مبدأي أن لا كراهية وأن لا ظلم وأن لاحقد!!
جال في خاطري حينها كلام أحد التوامين, عندما قال لي أن تصنع المثالية لن يفيد!!
عدت إلى لحظتي قبل وقفة التفكير وقلت: ولكن ماهي المثالية ولماذا لا أكون انا هي؟؟
توقفت وقلت لن أقول شيئاً وسأصوت للجميع وسأترقب النتائج!!
عدنا,
فبدأ التصويت على ترشيح القائد... وبالتأكيد تم ترشيحه بنسبه 100%!!
لإنه الأول والجميع يُريد كسب صوته!!
فحان دوري بعده فرشحني القائد وشخص من الأشخاص الأربعة الآخرين!!
وأما البقية فلقد رفعوا أيديهم جميعاً لبعضهم البعض لكي يتفادوا التعادل معي!!
بطبيعة قيل أنها بشرية!!
بعد الأنتهاء نظر إلي القائد ... وقال: أنا آسف فيجب أن تبقى هنا!!
قلت: أتحاول تخفيف النتيجة ... أنت تعلم أنني سأرمى في هذا البحر الهائج!!
قال وماذا أفعل؟؟
قلت لا شيء, ولكن أتعلمون, كنت مخططاً أن أرفع يدي لكل واحدً منكم, ليس لأنني أحبكم ولكنني لا أكرهكم, وعتبي عليكم أنكم إستسلمتم لكلام القبطان الكبير عندما أعطاكم خيارين, فلم تحاولوا أن تختاروا الحل الثالث , ولو إخترته أنا لم إنكشفت الحقيقة!!
.....................
عموماً رحلةٌ موفقة أيها الأفاضل,
ركبوا قاربهم وانطلقوا وتركوني قائما!!
فجاء إلي القبطان وقال: تركوك, إذا هم قلوبهم متآلفة ولكن يربطها نسيج سخيــف ولن يلبث أن ينقطع مهما إمتدت السنون !!
ضحكت وقلت : من الممكن أن تكون مصيباً.
نظر إلي وقال: أتعلم أنني كنت أشعر بشيءٍ غريب تجاهك أشعله سؤالك لي حول سر إبسامتي!!
ورغم أنني أرتاح إليك إلا أنني مضطر أن أودعك وأهديك قطعة الخشب هذه لكي تطفو بها وتحاول التمسك بقشة أمل في هذا البحر!!!
لإنك تعلم أن شروط " جنة الصداقة الطافية " أن تكون الصداقة بين الطرفين مختومة من القلب!!
قلت: معك حق, وأنا معي تأشيرة الدخول!!
فقال لي وكيف؟؟
قلت الماء نصبته مسرحاً للحادثة وطفونا فوقه لتنجلي الحقيقة ... يكون صديقي
والرياح والريح العاتيتين اللتان هبتا من أمواج عصفي,وكشفت مافي الصدور وماتخفي أعماق القلوب..يكونان صديقان لي!!
والأمطار, كذلك.
وبالتأكيد أنـــت,
نظر إلي بحيَرة أتبعها بنظرةِ أخرى!
...............................
نظر إلي نظرةً متأملة وقال: أهلاً بك رباناً لجنة من جنان الصداقة الطافية!!
.............................
أمرتُ السفينة بالإتجاه نحو الجنوب الغربي نحو الشاطئ الذي إنطلقنا منه في البداية فوجدت في الطريق, جثة أحد الأصدقاء القدامى, وبعدها بساعة وجدت أخرى وأخرى إلى أن فكرت أين الإثنين الباقيين!!؟؟
فوجدت قارباً متوقفاً على ضفاف الشاطئ فنزلت إليها ووجدت فيها شخصين صريعين!!
حيث تقاتلا على بطاقة الصعود الأخيرة,
...........................
صدق القبطان وكذب في نفس الوقت , صحيح أن ترابطهم إنجلى ولكن لم يدم لسنين!!؟؟
......................
حينها أسرعت عائداً إلى مكاني الذي إنطلقت منه , فلم أذكر إلا بقايا أصدقاء وبدأت أتفاعل مع الطبيعة والأشياء الساكنة , ونسيت الصديق البشري, حيث إكتشفت أنه غير متوازن!!
.....................
بالمناسبة عندما عدت إلى الماضي لماذا لم يظهر صديقي الصدوق الذي ظهر في المستقبل؟؟!!
....................................
اعذروني على الإطالة وعلى هذا الأسلوب الركيك في السرد, ولكن تلك لمحة أحببت ذكرها ونقلها من دفتري الصغير والذي نسج خيوط القصة في لحظة ملل متاملة على ضفاف القنال البارد,
وهي بينكم الآن,
وداعاً,,,