[,, بسم الله الرحمن الرحيم ,,]
سلام قولاً من ربّ رحيم ...
صباحكم فجراً مُشرق.. ووردٌ وريحان.. وألوان فراشات
حب جمال الطبيعة .. غريزة في قلوب البشر..
ومن يمر من عندها مرور الكرام.. ولاينظر لها بـ استعماق واستشعار ومتعة.. فهو والله أعمى,,, ومحروم من نعمة إدراكات العقل, بل هو في سُبات الفصول الاربعة..!
فكل فصل له جماله الخاص به.. ومُخطيء من يقول ليس للصيف والخريف جمال..!!!
هذا لأنه من صنع الله الذي أتقن كل شيّ..
و عندما تلتقي حواسي مع لحظات اجتمع فيها الجمال الطبيعي, والذي يسرق اللبّ, أتسائل..؟
إذا كان هذا من نعم الله في الدنيا ..
* فما يكون فصول وجمال الجنةُ العالية ..؟ يالله من فضلك
و هاهو أبو نواس الشاعر العباسي (والذي قضى حياته بعيداً عن الله ) يقول في وحدانية الله أروع الأبيات:
تأمل في نبات الأرض وانظر إلى آثار ما صنع المليكُ
عيون من لجين شاخصات بأحداق هي الذهب السبيكُ
على قضب الزبرجد شاهدات بأن الله ليس له شريكُ
ولعلي استطرد.. وأكتب/ يقول قال عالم النفس الشهير وليم جيمس: إن نصف العلم قد يورث شكاً ولكن العالم الكامل لا يشك في الله طرفة عين
أما لسان حالي يقول حالما يرى الطبيعة الإلهية الطازجة.. والتنسيق الرباني الخلاب:
الحمدلله أن هالجمال مو عندي دايم.. كان اترك عباداتي وأشغالي وقرائتي.. واتصفح أجزاءه صفحة صفحة..
صفحة سماء, صفحة غيوم, صفحة ودق, برق, قمر, نجوم,ضياء, شروق, غروب, ورود, رياض, أشجار ألوان, نسيم, عطور, جبال, بحار, أنهار, شلالات, طيور, أسماك,....etc [,, هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ,,]
قبل اسبوعين كنت في رحلة أبهرني جمالها الغير متوقع..! فهي من هدايا الله على قلبي
خرجنا أول العصر نحو شمال القصيم.. والودقُ يتراقص فوق سيارتنا, ويغسلُ الطريق من أمامنا
أثناء المسير.. كنتُ أقول لـ أبي وأخي وبقية الثلة السوداء من الراكبين في الجمس العائلي, هه:
- هل نحن في السعودية ؟
ولِما لا أسئل هذا السؤال.. ونحن الذين وُلدنا وترعرعنا بالأتربة والغبار
كبرنا وهرمنا بـ لضى الشمس والجفاف
ولجنا الاستراحة التي في أعلى الجبل... والتي أطلقتُ عليها مسمى (شالية الـ .....),, لـ يتخذوه أهلها عنواناً لاستراحتهم الخاصة بهم
نعم أعترف أني مسحورة في تلك اللحظة.. فبعدما خلعتُ عبائتي.. وسلّمتُ على البعض ممن رأيت في طريقي.. اتجهتُ إلى الخلوه مع الجمال.. محاولةً صيد الوقت قبيل آذن المغرب..
لكن غروب الشمس ليس نهاية المُتعة,, ولِـ الليل جمالٌ آآآآخر.. أسفل رذاذ المطر.. وعند ضياء الشموع (حين انطفى الكهرباء في تلك الليلة)
فـ كان لي مع منصة التصوير موعد :-
ضرير... والله أنهُ لضرير..!! من لا يرى جمال الطبيعة.. ثم يقول.. سُبحان الخالق.. ويزداد إيماناً!
[,, إنها لاتعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ,,]
كتب احد الشعراء معاناة ضرير في انشودة للرائع العفاسي:
يا أُمي ما شكل السماء وما الضياء وما القمر
بجمالها تتحدثون ولا أرى منها أثر
هل هذه الدنيا ظلامٌ في ظلامٍ مستمر
يا أمي مُدي لي يديك عسى يزايلني الضجر
أمشي أخاف تعثراً وسَط النهار أو السَّحر
لا أهتدي في السير إن طال الطريق وإن قصر
أمشـي أحاذر أن يصادفني إذا أخطو خطر
والأرض عندي يستوي منها البسائط والحفر
عكازتي هي ناظري هل في جمادٍ من نظر
يجري الصغار ويلعبون ويرتعون ولا ضرر
وأنا ضريرٌ قاعدٌ في عقر داري مستقر
الله يلطفُ بي ويصرف ما أُقاسي من كدر
أشهد أن لا إله إلا أنت
سامحونا ع القصور..
ولوقتكم الثمين في متصفحي.. أعذب تحية ,,
السلام عليكم ,’,