بسم الله الرحمن الرحيم
في ظلمة الليل الحالك..في تمام الساعه 12..30..ليلا
..كان الجو بارداً..والسواد قد غطى على العالم من حولي..
وقفت أمام نافذة غرفتي أطل منها على العالم..
على عالم الحي الصغير..لم تميز
عيني شيأً من معالمه سوى شارع قد أضيء بنور
بيسط يضيء للمارة طريقهم..ولسيارات معبرها..
لكن يتلاشى هذا النور في عالمي الخاص بي..
فعالمي عالم كبيريضم فيه المصائب والمتاعب
كما ان فيه الفرح والترح وفيه جرح مازال ينزف وينزف..
مرت عليه الأيام والشهوربل السنون..لكنه لم يندمل..
جرح قلبي بسكين الغدر..حتى سال دمع المحبه
وجرى دم الأخوه..وخرجت روح الصداقة..
ووثدت المحبه وهي في غنفوانها ..لم تتمتع بشبابها..
فهي في بداية طريقها كانت وليدة جميلة في مهدها..
تبتسم لكل غادٍ ورائح..لم يعرف الحقد لقلبها طريقاً..
ولا إليه سبيلاً..كانت تنظر للحياة بنظرة وجل يحدوه
أمل جميل في هذه الحياة المريره..ثم كبرت وكبرت..
حتى إذا خرجت للحياة بكل براءة وجمال..
تناوشتها أيدي الغدر ليقضوا عليها..زاعمين ان الحياة
لا مجال فيها للمحبة والموده..لا مجال فيها للوفاء والصفاء ..
وكذبوا ..هذا ماكانت تردده على لسانها من أن الحياة
جميله متى ماجملها العبد بطاعة ربه..وملازمة الصحبة الصالحه..
لكن أعين الأعداء والبغضاء كانت تراها من بعيد..
وتحفر الحفر وتكيد..حتى إذ دقت ساعة الصفر ذبحت
الأخوة بأيديهم.. وأسدل الستار على قبرها..
حتى ماتت ذكراها ..
وفجأة: عاد الأمل من جديد.. فها أنا ارى الأخوة
تولد من رحم الحب في الله تضيء معي القلوب..
وتنير بها الدروب..فلقد قرأت حكمة بليغه أختم بها مقالي..
(مهما طال ظلام اليأس ..فلا بد من وميض أمل يعقبه..
حتى يجعل النفوس تسمو إلى المعالي..وإلى الجنة تنادي)..
**redrose**