ربما الأنسب أن توصي صديقك حينما يقرر الذهاب إلى هناك بأن يأخذ معه ( واحد فتوّه ) ، و يوصيه بحمل ( ساطور ) يضعه تحت ملابسه لا يظهره إلا وقت الحاجة ، و قد توصي نفسك قبل صديقك بأخذ مجموعة من الأصدقاء ليكونوا لك درعا واقيا عن الصدمات و ( الهواشات ) فأن تعود إلى أهلك ( مابك شي ) أفضل بكثير من أن تعود و ( كل بلا بك ) .. !!
تصلح هذه النصائح لكل من تسول له نفسه التفكير في الذهاب إلى أي مجلس حواري سواء كانوا من ( العامة المساكين ) أو كانوا من ( المسؤولين الأبهات ) أو حتى كانوا من ( المثقفين ذوي الأبراج العاجية ) ..
فما على الراغب في حضور أي مجلس حواري إلا القيام بحماية نفسه من الصدمات ( الكهرومغناطيسية و الطيسية !! ) فنحن قوم نجيد التشدق بأدب الحوار و بملكتنا في القدرة على المحاورة ، و باستيعابنا للآخر ، و طاقتنا الكبرى في جلب النتائج الإيجابية من الحوارات ( إيه هين ) ..
كل حواراتنا سواء في ( مجلس أبو حمدان ) أو حتى في ( مكتب البيه ) أو في ( مكتبة الأفندي ) كلها عبارة عن صراخ أهوج ، الكل يتحدث ، و الكل لا يسمع ، و الكل رأيه صائب و صحيح و لا يقبل الجدل ، كما أن الكل يفهم كل شيء ، فكل واحد منهم بارع في السياسة و علم الاجتماع و الدين و التربية ، و نحرير في صناعة الذرة ، وخبير جدا في ما يحاك للعالم من تحت الطاولة .. !!
تحضر في مجلس حواري ، ثم تخرج منه بأسوأ مما دخلت .. !! تشعر أحيانا ( بالمغص ) و في أحايين أكثر بأنك خرجت ( أعورا ) ، و تتمنى أنك كنت ( أصما أبكما ) ، و تكرر في داخلك ( أشوى ما عندنا أحد أجنبي ) .. !!
هذه هي حواراتنا .. لا تتجاوز الصراخ ، و لا نجيد فن الاستماع ، و لدينا أحكام مسبقة ، و الشك بالآخر زاد لا يفارقنا ، .. و مادام كل طرف كذلك .. فإن الهوة تتسع مع ابتسامات صفراء مثل لون ( صفار البيض ) يحاول أصحابها أن ( يوهقوا ) بعض الحاضرين بمرونتهم .. !!
حتى في حواراتنا الوطنية ، نحن كذلك تماما ، مع فارق الاهتمام ( بالكشخة لزوم التصوير ) ، و ما محاولتهم ( تبييض وجه ) الداعين لهم ، و احترامهم ( من ورا خشومهم ) لمتبني هذا الحوار ..
أما في القنوات الفضائية ، فحدث ولا حرج ، نقاشات و حوارات و تبادل أفكار ، و لكن الجمهور و حتى المشاركين يخرجون بلا أدنى فائدة .. غير ( زيادة نسبة الكسل )
أما في المنتديات .. فحدث ولا حرج ..
إذا ما عليك حينما تذهب إلى مثل تلك المجالس سوى أخذ الحيطة و الحذر من تحول هذه الحوارات إلى مضاربات و صراعات ( و من خاف سلم ) ..
إذا و باختصار .. وحول الحوارات .. ( تعالوا نتهاوش هنا ) ..
العرض الشجري