في أروقة مجتمعي .. المؤمن .. الصادق..
ارى الظلم مكتسياً أبهى حله .. حلة ناصعة بيضاء نقيه ..
يسير مبجلاًً بموكب معظم..
ستعقب خطواته اللعنة لا محالة ..
تقولون واهمة..
أقول لكم مهلاً يا سادة..
دعوني اروي لكم ما دعاني لكتابة ما سبق لنرى أين يتمختر الظلم بيننا ..
تحكي لي إحدى الأخوات وقد رأيت الألم والمعاناة متجسداً في عينيها فتقول ...
" كان زواجي تقليدياً كأي زواج في وقته .. رأيت زوجي خلال ثواني معدودة وبنظره خاطفه لم يدر خلالها أي حديث.. لأجد نفسي بعد الزواج غير متقبلة له.. لا أطيق النظر إليه ولا أجد أي أنس في حديثه ..
وليت هاربة لأبي طالبة للخلاص.. فوصمت بالجنون وطائف المس .. بحجة أن لا عيب ولا قصور في الزوج يوجب الفرار..حقاً لا عيب ولا قصور ولكنها النفس اللعينة وهواها العاصي..
جُمعت لي مياه من عدة أفواه ... تجرعتها بقرف وألم وأمل .. ليرشق ما تبقى منها على جسدي بانتشاء ممن حولي...عجباً .. هل هذه المياه القذرة الممزوجة بلعاب بني قومي ستجعل قلبي ينصاع لهوى زوجي..."
مضت الأيام حاملة معها حلم هذه الزوجة بالخلاص بعد أن وقف الجميع أمامها بحجة انه لا داعي لنفورها ولا مسبب له وأن ما تعانيه ليس إلا مس عين...
وأخرى تحكي آلمها مع زوجها ..
" تقول بعد سنين زواجي التي امتدت لعشر سنوات مضت بحلوها ومرها
انقضت على أمل اعتدال حال زوجي وثبات تقلباته ..تارة يهينني بالضرب .. وتارة بالألفاظ.. وتارة بما هو اشد حيث العلاقات النسائية التي اكتشفت بعضها وتوارى الأخر خلف قناع وجاهته الاجتماعية ومركزه الوظيفي..
عانيت آلام نفسية وطعون أنثوية لا تطاق..
وعندما أعلنت التمرد وحاولت الخلاص تصدى لها الجميع كسابقتها بحجة أن زوجها لا عيب فيه فهو من وجهاء القوم وسادتهم..
استجمعت قواها وواجهتهم متسلحة بحقها الشرعي الواضح الجلي ..مستنصرة بالقضاة الكرام ..
ولكن للأسف لم يكن موقفهم أفضل ممن سبقهم من ذكور..
تقول صعقت بنظرتهم القاصرة وكأني بهم يهتفون في دواخلهم أني مخطأة وزوجة فاشلة ..
و يرون أن المؤمنة الصادقة تحتمل زوجها في كل حالاته باحثة عن الستر والاستقرار .. وتحافظ على بيتها حتى لو كان ذلك على حساب سعادتها وراحتها ونفسيتها وصحتها..
عندما استمع لهذه الأحاديث يتجسد امامي الظلم كرجل قائد ذو جبروت متسلط ..وكبار قومي خلفه يهتفون له بالتقديس والتبجيل..
لله دركم يا قومي ..
هل رأيتموه معي .. ؟؟
هل حقاً أنا واهمة ويخيل لي ما أرى ...؟؟
هل ننتظر اللعنة ..؟؟