غالب الصحويـين شابه القصُور في تصورحجم المعانات نتيجةالتـناقض بين مايتمنّاه وبين ماهو كائن مما حدّبه إلى الفرارمن المواجهة إلى التهويـين بل التهوّرفي الاستخفاف بالواقع، وكأنه ظاهرة وتزول،أوكماقيل في المثل العربي:سحابة صيف.ونظرةسريعة للمنتديات الحواريةالمحسوبة على الإسلاميين نجد غالب ماينشرفيها غثاءلايعدوا كونه وسيلة ناجعة للهرب بهدؤمن الإلتحام بواقع لايحترم من لايحترمه.!!
ارتـفاع درجة الغليان تجاه كل جديد بغض النظر عن ماهيّته ليس وليدالصدفة,وإنماقبل ذلك بكثيرإلى أن نشأتصوّرنفسي مسبق يُحتُم تغليب السلب على كل جديد،حتى دخل عدد لابأس به سجن دائرة سد الذرائع والأعجب أن تستمرهذه التهمة، والسجن بين جيل العولمةأوعصر اختلاط الثقافات، هذا التضليل يُمارس على نطاق واسع رغم تكاليفه الباهضة الثمن للحفاض على المألوف، والهرب من مواجهة الواقع بنفس سلاحه،وكأن التاريخ يُعيد نفسه, فكفارقريش في السابق مثلا قدّموا العروض تلو العروض لرسول الله ــ صلى الله عليه وسلّم ــ نـظير أن يكف عن ممارسة أي نقد للمألوف,وللمعلومية فالمحافظة على المألوف وتبعاته من محاكاة,وتقليد ثبت أنها من أبرز مكوّنات الشخصية العربية وربمالايكون لهادوريذكر بدونه إذا ماعلمنا أن غالب ظروف مراحل التخلف تُحتِّم ذلك كقول الشاعر:
وماأنا إلا من غُـزيّةَ إن غوت **** غويت وإن ترشُد غزيّـةُ أرشد
وضع كهذا حري بأن يقدم لنا خلاصة مفادها أن الرفض للواقع نتيجة لتلك الإفرازات ولواخضعنا هذا الرفض للتشريح لتلمس ماأمكن من جذوره سنجده لامحالة مغلّف بالتبعيةالمقيته ويستند إما على فكرة سابقة على العقل، أوهوى مسيطر على النفس، أوطوباويةممقوته. وكلها تجتمع على سوق العقل لمايُرادله، وتعظم المأساة عندما يصاحب الرفض الهروب من المواجهة عن طريق الاابتعاد قدرالامكان عن مناقشته،أوالخوض في ماهيّته ــ بحجج أوهى من بيت العنكبوت ــ ،ونحن نعلم، أولانعلم أننا في النهاهية سنكون أول ضحاياه عندها تبدأ رحلة البحث عن مبرّرات جديدة لتسويغ مايمكن تسويغه, ماأشبه الليلة بالبارحة. أين ذهبت المواقف المتشددة من مدارس البنات،والبث التلفزيوني؟!!!!!!
هذا هو الإنسان حبيس ماتعوّد،وعدوماجهل.!!!!!!!!!
ألا يقودنا ذلك للنظر في ماهيّتنا الموغلة في السلبية مع مستجدات الحضارة المعاصرة. هاكم القنوات الفضائية،والإنترنت ،والتي أحدثت نقلة نوعية زاوجت بين الثقافات المختلفة واحتلت منابر التوجيه،ورغم ضخامة هذا الدور، وخطورته في نفس الوقت إلا أنه لم يوضع في الحسبان،بل ويُنظرإليه نظرة دونيةفي ظاهرها,والحقيقة أنها هروب من المواجهة.
أين البحث عن الصيغةالعملية,والمناسبةلكيفيةاستيعابها,والتعامل معها بواقعية لاضرر، ولاضرار,مع امكانية الاستفادة منهاألسنا مخاطبـين بدين صالح لكل زمان,ومكان، ونردد الإسلام هو الحل إذاً كيف سيتصدى لمشكلات العصر،ونحن نسعى لتقزيمه بوضع العوائق،والعراقيل أمامه لعل أقلهاتضخيم جانب العبادات على حساب الجانب المدني, وهومايجيده بعض السدنة لتفوّق علومهم على عقولهم فهم لازالوأ يؤملون برجوع التاريخ إلى الوراء, ويصرون على الإلتزام بفهوم سكان القبور.!!!!!!!!!!!!!
إذاً لابدأن هناك خطألم نكتشفه حتى الآن ماإن لم نتداركه فالمصير مجهول إن لم يكن التحول إلى آثاريقصدها السياح يوماً ما. على أن هذه العجالةلايلزم منها المطالبة بفتح الباب على مصراعيةكما قديتوهم البعض لكنه شرُ لابدمنه شئناأم أبينا، ومجرد السكوت عنه لايمثل إلا مُسكِن وقتي .!!!!!
للجميع فائق تحيّاتي...