[align=center]
كما أننا ننقل مايسيء لبريدة
من حق من يمتدحها أن ننوه عنه
وهذا الموضوع مر مرور الكرام هنا في منتدى بريدة..
[/align]
من السهل على أي شخص.. أن يغمض عينيه عن رؤية البياض الغالب ليركز على نقاط سوداء قد لا ترى بالعين المجردة..!! ومن السهل أيضا أن تضخم تلك النقطة السوداء بحيث تصبح هي الصورة بكاملها إن أراد ملتقطها أن تظهر وكأنها هي (كل) الصورة..!!
ومن حقي الذي لا يجالدني عليه أحد -كما هو حال مئات الآلاف- أن أبدي استيائي الكبير من (تركيز) جريدتنا "الرياض" على نقاط سوداء يصعب على المتابع العادي التقاطها بسهولة عن مدينتي (بريدة) فمنحها تضخيما وتهويلا هو سمة التعاطي الإعلامي مع الحدث، الذي لا ينكر عليه أن يكون ناقلا للخبر، لكن ما ينكر عليه هو زاوية الرؤية للخبر الملتقط..!!
وطبيعي أن أقول إن تكرار لفظة (بنت بريدة) في قضية الطفلة التي زوجها والدها قد ساءني، لأنه نقل الحدث من كونه (زواج طفلة بكهل) إلى (حدث خاطئ في بريدة)، وكأن الخبر قد تعمد إظهار (بريدة) وكأنها بسكانها ومسؤوليها مؤيدين لما آل إليه حال الطفلة، بينما الواقع هو عكس ذلك..!! بل إن القضية (زواج الطفلة) ليست في بريدة فقط، فهناك مدن كثيرة في مملكتنا تشهد عشرات مثل تلك الزيجات، لكن لم يذكر يوما ما (الحدث) مقرونا (بتجريم) من وقعت عندهم الحادثة..!
لم أشأ أن أكتب حينذاك، وخشيت أن يفهم دفاعي عن بريدة بأنه تأييد لزواج الأطفال، لكن ما نشرته جريدة "الرياض" في عددها 15219 تحت عنوان («فكر الأقلية» يتحول إلى سلوك ويطمس الصور الإعلانية في بريدة!) وفي الصفحة الأولى بجوار أخبار (دسمة) ومرعبة..! جعل السؤال يطرح نفسه مرة أخرى، خاصة بعدما طالعنا كما هائلا من الاساءات (لبريدة المدينة) بسبب (تضخيم) حدث لم يره إلا قلة من الناس.. من خلال تعليقات "الرياض" الالكتروني..!
ليس حال كل الإعلانات المنشورة في الطرق والساحات هي كما صورها كاتب التحقيق..! ولا 1 على 1000 منها يحدث له ما (هوله) المحرر بحسن نية بحثا عن (خبر غريب) لم يعرف أنه من خلاله أساء لأكثر من 500 ألف نسمة بفعل مريض غير مسؤول، لم أره أو تقع عليه عيني ولو لمرة واحدة وأنا ابن هذه المدينة..!! نقله وعرضه المحرر وكأنه حال كل الإعلانات التي تملأ شوارع بريدة.. لغرض لم أتبينه حتى اليوم..!
بريدة مدينة العلم والتجارة، أهلها أكثر تسامحا وانفتاحا على العالم، وليسوا (متطرفين) و(منغلقين) كما حاول الخبر أن يصورهم وينعتهم به، وما يحدث من تصرفات فردية نادرة، وأؤكد أنها نادرة وشخصيا وعشرات مثلي لم تقع عليها أعينهم، وحينما تحدث فلا يجب أن تمنح (كل الصورة) وتكون وسيلة للإساءة للمدينة التي تنمو وتكبر بهدوء، زادها في ذلك محافظة متزنة على تعاليم ديننا الحنيف، والتزام كامل بأنظمة هذه البلاد الغالية، يسري ذلك طواعية وحبا من (كل) أبناء بريدة، وأقول (كل) وأنا أعني ما أقول، والشواذ القلة.. بل النادرة.. لا يجب أن يكونوا وسيلة لإلغاء الفكر النير، والعقول المتحضرة، والانفتاح المنضبط عن غالبية أهل بريدة، حتى لو قيل إن العنوان أشار إلى كلمة (الأقلية).. لأن ما رسخ في الذهن، واستقبلته عقول القراء (يعمم) النظرة -مع الأسف- وهذا ما قرأته في تعليقات قراء "الرياض" الالكتروني على الخبر.
إن الحدث الذي صوره محرر الخبر وكأنه يحدث في كل شارع وميدان، مع كونه نادرا جدا، إلا أن هناك من الظواهر ما تستحق أن يسلط عليها الضوء ويهتم بها، ومع الأسف لم نجد المحرر يلتفت إليها أو يوليها اهتمامه وعنايته، كما أن تتبع السلبيات وشذوذ الأفعال لو طبق في أطهر بقاع الأرض (مكة والمدينة) لوجدت العجب العجاب، فضلا عن بقية مدن بلادنا الحبيبة..!
إن لجريدة "الرياض" مكانة غالية جدا على أهالي بريدة، وكثير منهم يراها جريدته التي لا يستغني عنها، وشخصيا أرتبط بها (اشتراكا) منذ ما يزيد على 20 سنة، ولها وقفاتها الجميلة في أفراح ومناسبات المدينة، ويحمل أهلها وما يزالون كل التقدير للجريدة، و(تصيد) الأخبار (الشاذة والنادرة) وعرضها مقرونة ومتبوعة ب(بريدة) من شأنه أن يزلزل هذه المكانة، حينما يشعر ابن بريدة أن هناك تقصدا للإساءة إليه، وهو مالا أتمناه من جريدة كبيرة بحجم جريدة "الرياض"..!
http://www.alriyadh.com/2010/03/01/article502617.html