ما الحب الذي لم نجرّبه
يقول ابن حزم رحمه الله في طوق لحمامة :
الحب أوله هزل وآخره جد ، دقت معانيه لجلالتها عن
أن توصف ، فلا تدرك حقيقتها إلا بالمعاناة .
وهو اتصال بين أجزاء النفوس المقسومة في هذه الخليقة
في أصل عنصرها الرفيع .
ويقول أيضاً :
ومن علاماته حب الوحدة والإنس بالانفراد، ونحول الجسم دون
حد يكون فيه ولا وجع مانع من التقلب والحركة والمشي ،
دليل لا يكذب ومخبر لا يخون عن كلمة في النفس كامنة .
ويقول أيضاً :
وإنك لتجد الإنسان السالي بزَعْمِه ، وذا السن المتناهية ،
إذا ذكَّرْته تذكَّر وارتاح وصبا ، واعتاده الطرب واهتاج له الحنين
ومن الدليل على هذا أيضاً أنك لا تجد اثنين يتحابان ، إلا وبينهما
مُشاكلة واتفاق الصفات الطبيعية لا بد من هذا وإن قلَّ ،
وكلما كثرت الأشباه زادت المجانسة ، وتأكدت المودة ،
دائماً يحتجون بقولهم :
أنتم ما جربتوا الحب
فما هو الحب بزعمهم ؟
كل هذه البيوت
وكل الأزواج والزوجات لم يجربوا الحب
فهل الحب لا تكمن لذته إلا قبل الزواج ؟
ذكر ابن حزم رحمه الله أن الحب التقاء
وهذا يفند كل مزاعم من يدعي معرفة الحب
فليس هناك حب
نعم هناك تعلّق لمصلحة أو لغرض
وهناك أوهام تصل لمراحل مبكرة من الحب
أما أن تكون هي الحب
فهذا ما لا يتوافق مع الشرع وما لا يتوافق مع العرف
وما هي نتيجة الحب ؟
أو ليكن السؤال :
وكيف يصل الحبيب لحقيقة الحب ؟
لن يصل الحبيب لحقيقة الحب إلا بالاجتماع
وهذا ما كان يأنف منه كل عاقل
فهذا ملك العذريين ومنجم من مناجم الرومانسية
يقول جميل بثينة :
[poem=font="simplified arabic,5,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] فدنوت مختفياً أضر ببيتها = حتى ولجت على خفي المولج
قالت وعيش أخي ونقمة والدي = لأنبهن الحي إن لم تخرج
فخرجتُ خيفة أهلها فتبسمتْ = فعلمتُ أن يمينها لم تلجج
فلثمتُ فاهاً آخذاً بقرونها = فعل النزيف ببر ماء الحشرج
[/poem]فيا من تولّع
ويا من تتنفسين بكلمات الحب
إلى أي طريق أنتما ذاهبان ؟
إلى لقاء حبيب
ألم تسمع قول المجنون :
[poem=font="simplified arabic,5,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] رأيت الحب نيراناً تلظى = قلوب العاشقين لها وقود
فلو كانت إذا فنيت تقضت = ولكن مثل ما كانت تعود
كأهل النار إذا فنيت جلود = أعيد من الشقاء لهم جلود
[/poem]فلن تذوق إلا الحسرة
اسمع قول الأعرابي :
[poem=font="simplified arabic,5,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] وللحب أغصانٌ تراها نضيرةً = وفي طعمها للعاشقين ذعاف [/poem]
أنتَ
وأنتِ
مهما سرتما في طريق حبكما
ستقفان على مشارف الفضيحة
أو تتجرعان غصص الفراق
فهل فكرتما بنهاية صغيركما ( الحب )
كم ستجنيان من ثمراته ؟
قال أبو العتاهية :
[poem=font="simplified arabic,5,royalblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""] لا بارك الله فيمن كان يخبرني = أن المحبين في لهو ولذات
لموتةٌ تأخذ الإنسان واحدةٌ = خير له من لقاء الموت مرات[/poem]