[align=justify]
آبائنا وأكبر أخوتنا ومن يملكون السلطة المباشرة علينا .. يتعاملون معنا بامبريالية من نوعٍ آخر غير التي ينتهجها أصحاب النفوذ والسياسيون رفيعي المستوى ..
فعلى النطاق الاجتماعي ثمة قمع واستبداد واستعمار للثقافة والأفكار وإقصاء للآراء ، ابتداء بالحرمان من الوسائل وانتهاء عند فرض سبل التعليم وغاياتها .
قبل نحو الأربعين سنة كانوا يمنعون البنات من الدراسة وفي بعض الأسر يمنع حتى الأولاد من ذلك .. وقبل الثلاثين سنة في أغلب الأسر يمنعون التلفاز ويحرم على الجميع مشاهدته وقبل العشرين سنة إلى وقت قريب يمنعون المجلات والقصص والروايات من دخول المنازل .. وقبل عشر سنوات يحرمون الدش ويعادون من يمتلكه ويشهرون به حتى أصبح في متناول الجميع وبالتدريج .. وقبل خمس سنوات كانت فئة قليلة من العائلات تسمح بالانترنت .. وما زالوا !!
المسألة أصبحت طردية والخاسر من تخلف عن السابقون لتوفيرها لأبنائه .. فلو عدنا إلى التعليم فأبناء المؤيدين الأولين للتعليم أصبحوا رواد لمجالاتهم لأنه لا يوجد غيرهم .. وأبناء المنفتحين نسبياً الذين سمحوا بالتلفاز والراديو والمجلات أكثر إطلاعاً وبالتالي هم الأكثر ثقافة والأرقى فكرياً من سواهم..
أما الانترنت فما زال ليس بمتناول الجميع .. وكم يحزنني الاستماع لآراء بعض الأصدقاء في فكرة إدخاله لمنازلهم وخوفهم على بناتهم من استخدامه وكأنهم يقولون في أنفسهم أن بناتنا جاهزات للانحراف فيعزلونهم عن الدنيا وما يدور من حولهم متجاهلين أن في هذا سجن وتخدير لعقولهم !
[align=center]عن نفسي / انتظر بفارغ الصبر ما الذي سوف يأتي بعد الانترنت والآي فون والبلاك بيري .. لأقحم أبنائي فيه .[/align]
أطيب التحيات ،،
[/align]