( ... .. لا تفلسف علينااااااااا .. ... )

[سراج اللوذه]

[align=right]
(.. يتفلسف علينا .. )
لم أسمع هذه الكلمة خارج ديارنا قط ، كما تقال عندنا بأسلوبنا التهكمي الذي يرفض الجديد وينبذ الغريب من غير تقصي ومحاولة استبيان ما خلفه !

فمثلاً في مصر .. لم أسمع أحد يقول لأحد ( ما تتفلسفش ) كما في لبنان والمغرب العربي وغيرها من البلدان العربية .. ربما تقال بطريقة أخرى أو بلفظ مختلف ولكن دون أن يمسوا الفلسفة بسوء..

طبعاً ليست الملامة على قائلها ولكن على من جعله لا يفقه معيتها وقيمتها كعلم قائم من قديم الزمان !

لدي صديق يعمل طبيب أسنان ويناديه اغلب الناس بــ دكتور .. وجمعنا مجلس مع مجموعة من الأصدقاء تجاذبنا فيه الحديث عن أمور كثيرة سياسية ودينية واجتماعية ، وأخذنا الحديث حتى وصلنا للأدباء والكتاب وعلماء الفلسفة وما إلى ذلك .. وقد كانت المفاجأة بالنسبة لي .. أن اكتشفت جهلة المطبق عن معنى الفلسفة وما تحويه من مقاصد !
حيث قال ( الفلسفة هذي خرابيط كلاً يقدر يقوله .. وقراءته ما له فايده )
حاولت أن أوضح له أن وجوده في هذه الدنيا عبارة عن فلسفة أرادها الخالق .. فقال ادري ادري .. ولكن انا أحاتسيك عن الفلسفة .. فقلت وما تعرف عن الفلسفة .. كي تتحدث عنها بهذه الطريقة ؟!
قال أعرف ارسطو وافلاطون وسقراط .. قلت ليست الفلسفة معرفة أشهر أساتذتها .. قال أجل معرفة ما تقوله أنت ؟! قلت نعم ففي معرفتك لما أقوله ولماذا أنا وأنت أصدقاء ومعنى أن أختلف معك .. ومعنى أن تكابر على علم عظيم كالفلسفة ستكون المدرك حقاً لمعنى الفلسفة .. ( قال ياشيخ لا تتفلسف عليناااااااا )
حقيقة لحظتها كنت في حيرة أأضحك أم ابكي ؟!
فقلت .. أنت طبيب .. وقديماً كانوا يسمون الطبيب حكيم .. وعندما تم تعريب – فيلسوف كمصطلح .. لم يجدوا أمامهم ما يتفق معها سوى ( حكيم )!
الست فيلسوف أسنان .. وأنت أحق مني بهذا اللقب الجميل؟!


في مناهج العقيدة في الجامعة أذكر أني قرأت ( لا يُلتفت للمتكلمين ولا ينظر فيما يقولون الفلاسفة ) ومنذ تلك اللحظة أخذني الفضول وبدأت رحلة البحث عن المرفوض الممقوت في جامعتنا الحبيبة ..لا أخفيكم سراً أحببت الفلسفة ..
لأنها :

اقتباس: محبة الحكمة أو طلب المعرفة... وتشير إلى نشاط إنساني قديم جدا يتعلق بممارسة نظرية أو عملية عرفت بشكل أو آخر في مختلف المجتمعات والثقافات البشرية منذ أعرق العصور. وأحد المظاهر الأساسية للفلسفة ..ميلها للتساؤل والتدقيق في كل شيء والبحث عن ماهيته ومختلف مظاهره وأهم قوانينه. لكل هذا فإن المادة الأساسية للفلسفة مادة واسعة ومتشعبة ترتبط بكل أصناف العلوم وربما بكل جوانب الحياة، توصف الفلسفة أحيانا بأنها " التفكير في التفكير " أي التفكير في طبيعة التفكير والتأمل والتدبر، كما تعرف الفلسفة بأنها محاولة الإجابة عن الأسئلة الأساسية التي يطرحها الوجود والكون.

وما زلت أتساءل .. /ديننا كما يعلم الجميع .. لم يدع شاردة ولا واردة إلا وأجاب عليها ..!!



كنت قد حدثت أحد أساتذتي .. عن كتاب اقتنيته من بائع كـُتب على رصيف قصر النيل .. الكتاب للدكتور مصطفى محمود ..- أنا وصديقي الملحد- وعن رأيه ..في مثل هذه الكتب .. فنهاني عن قراءتها دون توضيح للأسباب .. فأعدت قراءة الكتاب.. فوجدت أن المؤلف يجيب على أسئلة الكافرين بالله بأسلوبهم وبطريقتهم .. ويبحر في الرد عليهم بما يليق بتفكيرهم العميق جداً !!!
[/align]


[align=center]
إذن لماذا .. ( يتفلسف علي وينهاني عن علم لم يقرأ عنه ولم يفهمه )
[/align]