.... ولا يزال الوقت يمضى والسنون تمر وأنتِ لم تبرحين تفارقين خيالي ليومِ واحد، بل إني أشملك بالدعاء مع إخواني أول النهار وآخره.
لقد رحلتي يا غاليتي فجأةً وأنا بعيد عنكِ، فلم يتسنى لي الصلاة على جنازتك الطاهرة ولا حتى رؤية قبرك الذي لم يدلني عليه أحد إلى هذا اليوم.
يؤنبني ضميري أكثر عندما أتسائل قائلاً
" لو علمت أنني لم أصلي عليها ولم أتبع جنازتها ولم أحثوا على قبرها التراب وأدعو لها.
فماذا ستقول لي حينها ؟ ".
محبتك لي وسؤالك عني ومزاحك معي هو نتاج لما يراودني اليوم من تأنيبٍ للضمير في كل حين.
لقد مضى على وفاتك رحمك الله ست سنوات ولا تزال النفس فيها شيء من الحزن ليس لوفاتك فقط لأننا كلنا سائرون على هذا الطريق وهذا أمر الله سبحانه وتعالى،
ولكن لأنني طوال حياتي قريب منك إلا قبيل وفاتك رحمك الله.
ما يعزي النفس كونك لا تفارقين سجادة صلاتك غالب وقتكِ، ولا تصومين فرضك إلا بجوار بيت الله الحرام لسنوات طويلة.
قضيتي طوال حياتك قائمةً صائمةً قليلٌ هن بني جنسك خاصة ًهذا الوقت.
دعائي لكِ في كل يومٍ تشرق فيه الشمس وتغيب بالرحمة والمغفرة وأن يجعل الله سبحانه وتعالى
منزلتكِ الفردوس الأعلى من الجنة وجميع موتى المسلمين.
وقفــة :
والله إن أحر من دمع اليتيم *** دمعة الرجـّال من فرقـا ( مـره ).
دمتــم بـــود،،،
أبو وسـن
السبت 11 يونيو ، 2011م