وكان هدي الرسول صلى الله عليه وسلم في التعامل مع الناس الصفح والعفو ولين الجانب والحلم والأناة.
لنقرأ هديه في تعامله مع الصحابة ومع نساءه ومع الغلمان،بل حتى مع أعدائه فقد زار جاره اليهودي عندما فقد الأذى الذي كان يضعه في طريقه صلى الله عليه وسلم.
وعفا عن أهل مكة وهم قد آذوه وأخرجوه من أحب الديار لديه.
أين نحن من حلمه عندما بال ذاك الأعرابي في المسجد فأراد الصحابة نهره فقال دعوه حتى ينتهي فلما انتهى أمر بصب الماء على مكان بوله.
الدين قول وعمل مخبر ومظهر وقد يكون مخبراً ولا يكون مظهراً فهناك بعض من يتعامل بكل صدق ويقوم بواجباته أمام الله سبحانه ويؤدي حقوق الناس وليس مظهر الملتزم والعكس.
ألا ترون اكبر أصحاب المساهمات في بريدة وعنيزة كيف هو مظهرهم وقد أكلوا حقوق الناس بغير وجه حق.
هل نقول بأنهم ملتزمون..!
ألم نقرأ تلك القصة التي رفض فيها الرسول صلى الله عليه وسلم الصلاة على ذاك الرجل الذي عليه دين حتى قال أحد الصحابة أنا أقضي عنه دينه فتقدم للصلاة عليه..!
أين نحن من حقوق العباد..!!
الرسول صلى الله عليه وسلم يقول : " من يضمن لي ما بين فكيه وفخذيه أضمن له الجنة ".
ويقول صلى الله عليه وسلم : " المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ".
أعطوني إنسان يتعامل بكل صدق ولا يتحدث بأعراض الناس ولا يأكل حقوقهم وهو حليق أحب إليّ من شخصٍ ظاهره الالتزام وهو لحقوق العباد باخس ولسانه لم يسلم من أعراض خلق الله.
نحن نرى والكل يرى بعض أصحاب المساجد الذي يتقاضى راتباً شهرياً سيحاسب عليه وهو لا يمر يوم إلا وقت ترك وقتاً أو وقتين.
أين هؤلاء من أئمة المساجد السابقين الذين غالبهم لا يذهب إلا أسبوع في السنة أو أسبوعين لعمرة أو حج أو لظرف طارئ ،وقد عشنا وقتهم.
عندما أتحدث بمثل هذا الكلام فأنا أتحدث من واقعنا الذي عشته ولا أزال ومتأكد بأن الجميع يعيشه حتى أصبحنا لا نفرق فيه بين ملتزمٍ وغير الملتزم إلا بعد التعامل.
خلاصة القول فقد تعاملنا مع الاثنين فيهم الملتزم ظاهراً وباطناً، وفيهم الملتزم ظاهراً فقط لأن أفعاله وأقواله تخالف ظاهره.
وهناك من غير الملتزمين من هو على خلق وأدب وتعامل حسن، وهناك الكثير عكس ذلك.
وغير الملتزم ليس عليه " شرهه " عندما أراه يأكل الحقوق أو يغتاب أو... أو... لأنه أظهر لنا ذلك.!
والآن الناس لا نعرفهم إلا بالمعاملة فقط.
مشكلة البعض عندما يقول بأنني ملتزم ولا يحسن الظن ولا يدعوا بالتي هي أحسن ولا يتعامل مع غيره بالحلم والغض عن الهفوات إن وجدت.