تسير الرياضة في القصيم بخطى ثابتة نحو التميز، كما هو الحال في جميع مناطق المملكة، كل ذلك جاء نتيجة للدور الفاعل الذي يقوم به راعي الشباب والرياضة في المنطقة، مكتب رعاية الشباب بالقصيم الذي يحمل الهم الأكبر في قيادة الرياضة بها، ويواجه الكثير من الصعوبات في ظل وجود قطبي المنطقة، فريقي الرائد والتعاون، حيث يحمل المكتب برئاسة عبدالعزيز السناني الدور الكبير في الجمع وتوحيد وفض العصبية بين منتسبي الفريقين رغم التنافس القوي بينهما… «الشرق« حاورت رئيس المكتب السناني ليتحدث عن أبرز الأحداث الرياضية المهمة والإنجازات التي تحققت في المنطقة، واستعدادات المكتب للموسم المقبل، وللمباريات والمناسبات المهمة في ظل التوترات بين الأندية، بجانب أمور أخرى جرى الحديث عنها. وهنا نص الحوار معه.
منظومة عمل
• بداية.. كيف تستعدون للمباريات المهمة والمناسبات في هذا الموسم، وكيف يتم التعامل مع الأحداث الطارئة من قبل الجماهير؟
- في المباريات الجماهيرية هناك منظومة متكاملة من الأجهزة التي تشرف على هذه المباريات، نقوم فيها بالتنسيق والاجتماع والتواصل حتى نأتي على كل الملاحظات، ونحاول تلافيها حتى نضمن ظهور المباريات بصورة جميلة يوافقها استمتاع جماهيري. أما الأحداث فنحمد الله لم تحدث، وهناك استعدادات كاملة لكل الاحتمالات، سواء أمنية أو فنية.
• هناك اتهام دائم من قبل حكام المباريات التي يكون التعاون طرفاً بها ضد جماهير التعاون، والسبب يعود لوجود غرفة الحكام تحت مدرجات الفريق، فما هو الحل؟ وهل وضعتم خطة لنقل غرفة الحكام أو المدخل الخاص بها؟
- الآن تم طرح منصتين للمناقصة، منصة ومقصورة ملكية، وقريباً سوف يشاهد الجميع ما يعجبهم بإذن الله.
نشاط سياحي
• ما البرنامج المُعَدّ مسبقاً لتعامل الأندية مع الشباب في إجازات الصيف؟ وهل تقوم بدورها بتحريك الجانب الثقافي وإبرازه؟
- المكتب من الجهات المعنية والمهمة في هذا الجانب، ولنا نشاط ملموس في التنشيط السياحي ومهرجان الربيع، وقد نكون من أهم الجهات التي تستقطب الشباب، فنحن نضع خيمة كبيرة جداً في مواقع هذه النشاطات، ونجهزها بجميع الألعاب المسلية للشباب، وبالتالي نستقطب الآلاف خلال فترة الصيف والربيع، وقد كسبنا إعجاب وتقدير أمير المنطقة ونائبه والمسؤولين بالمنطقة على ما نقدمه للشباب، وهذا كله خارج أسوار مدينة الملك عبدالله الرياضية؛ التي تفتح أبوابها يومياً، كذلك تتيح للجميع مزاولة هواياتهم في بيوت الشباب أو في المرافق المتعددة.
• يتساءل الكثيرون عن مشكلة دائمة بمنصة مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرياضية بوجود أطفال بأعداد كبيرة، هل هم أبناء مسؤولين، أم لهم صفة رسمية، أم أن الأعضاء هم من يجلبونهم؟
- قد لا تكون دقيقاً في هذا السؤال، لأننا لم نلاحظ لا نحن ولا مسؤولو الأندية ذلك، لكن على العموم الأندية هي المسؤولة كونها تسوق التذاكر وتقف على الأبواب ومنها المنصة، ولا يمكن لأحد أن يدخل بدون تذكرة إلا المصرح لهم فقط من الإعلاميين والمنضمين، وهؤلاء لا نسمح لهم باصطحاب أبنائهم.
• أندية الظل بمنطقة القصيم كثيرة، كيف يتعامل المكتب معها؟ وهل هناك تواصل دائم مع رؤسائها لتطويرها لتلحق بأندية التعاون والرائد والحزم؟
- أندية الظل لو سألتها ماذا يقدم لها المكتب لأجابتك، وجميع رؤساء هذه الأندية على تواصل مستمر معنا سواء في وقت الدوام الرسمي أو خارج الوقت، ونحن جزء منهم، وسبق أن قلت لهم إنني عضو في كل إدارة نادٍ ولست مديراً عليهم.
المكتب محايد
• يُحمّل محبو نادي الحزم مكتب رعاية الشباب بالرس مسؤولية تفكك أعضاء الشرف، ودخولهم في مهاترات راح ضحيتها الفريق، وهبط إلى دوري الأولى، هل هناك دور قمتم به تجاه الحزم، وما هو؟
- وما علاقة المكاتب فيما يدور بين أعضاء الشرف والأندية؟ المكاتب تلتزم الحياد حتى يطلب منها التدخل، وبالتالي فليس لمكتب الرس أي علاقة فيما يحدث لنادي الحزم، ولا يمكن أن يكون له دور سلبي في ذلك، فالجميع هناك يشكرون المكتب على ما يقدمه للجميع، ومن هنا فالجهود المقدمة لنادي الحزم ولأعضاء شرفه لا تتعدى الاتصالات الهاتفية، ومحاولة تقريب وجهات النظر فقط، أما غير ذلك فليس من صلاحياتنا التدخل، إلا إذا كان هناك تجاوز في اللوائح أو الأنظمة، فعند ذلك يكون تدخلنا مبرراً.
• صُرفت للأندية مبالغ ضخمة من خادم الحرمين الشريفين، هل هناك متابعة من قبل مسؤولي المكتب لتنوير هذه الأندية بمشروعات أو غيرها؟
- مكرمة سيدي خادم الحرمين الشريفين وضع لها توجيهات وضوابط، أعتقد أن الأندية نفذت ذلك حسب اطلاعنا ومتابعتنا لصرفها.
• أندية محافظة عنيزة تراجعت كثيراً بعد أن كان النجمة مبرزاً للنجوم، وها هو يصارع الآن بدوري الثانية، كيف تعاملتم مع وضع هذه الأندية؟ وإلى أين تسير رياضة المنطقة؟
- مكاتب رعاية الشباب هي مكاتب تنفيذية؛ مهمتها تطبيق ومتابعة ما يرد من الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحادات الرياضية، هذه هي المهمة المنوط بها كل مكتب، وبالتالي فنحن لا ندير الأندية أو نتدخل في تفاصيل أعمالهم الفنية أو الإدارية، مهمتنا تقديم كل ما يساعدهم ويدفعهم إلى الأمام، فأندية عنيزة فعلاً نشعر بالحزن لموقعها الآن، لكن الظروف المالية قد تكون السبب في تراجعها، وبالذات نادي النجمة الذي كان له صولات وجولات في الدوري الممتاز. أما عن رياضة القصيم إلى أين، فأجيبك أنها بإذن الله إلى مستقبل مشرق، فالجميع يعمل بكل إخلاص حتى تقفز إلى الأمام، هذا على صعيد القدم، أما المختلفة فهناك العديد من الألعاب في مستوى الممتاز والأولى، فنحن نعيش والحمد لله طفرة رياضية مقنعة، وأملنا بالمستقبل أن نكون أفضل.
• بطاقات الإعلاميين المنتهية تسحب منهم عند إبرازها من قِبَل مسؤولي الأمن بالمنصة، فهل هناك تعليمات بسحب البطاقة؟ وهل ترون إن ذلك الإجراء مناسب؟
- نعم، فأنا عمدت متولي المنصة بسحب أي بطاقة منتهية، فالإعلامي الذي مازال على رأس العمل في جريدته يمكنه وخلال خمس دقائق تسلم بطاقة جديدة للموسم الرياضي الراهن، والإعلامي الذي انتهت علاقته بجريدته أعتقد أنه لا يحق له الدخول إلى المنصة، وبالتالي فسحب البطاقات إجراء منطقي للوقوف على من يعمل بالصحافة، ومن انتهت علاقته بها، ولا ننسى أن مدة البطاقة موسم رياضي واحد.
• هل هناك تجديد داخل بوفيه المنصة؟
- البوفيهات والتذاكر وتسويقها والإعلانات داخل الملعب من اختصاص ومسؤولية الأندية، بعد أن فتحت الرئاسة والاتحاد وهيئة دوري المحترفين استثمار هذه المنافع للأندية، ودورنا تهيئة وتجهيز المكان والبوابات وتسليمها للأندية، وبعد ذلك مراقبة ومتابعة الأداء والإشراف عليه فقط.
دقة وليست قسوة
• يتساءل الجمهور الرياضي عن قسوة التفتيش قبل دخول المباريات؟
- ليست قسوة بل دقة فيه، وجميع هذه الأمور أمنية، ونحن لا نتدخل في عملهم.
• هناك مسح ميداني قبل المباريات المهمة للمدرجات خوفاً من دخول الألعاب النارية الممنوعة، هل يتم تهريبها من الجمهور بعد المسح؟
- سؤالك هذا عن المسح الميداني للمدرجات مرتبط بالجواب السابق، فنحن مع الأمن نقوم بمسح كل مرافق الملعب وتحت الكراسي المنتشرة بالملعب، ونحاول بكل استطاعتنا أن نقدم مباريات نظيفة ومريحة للجميع، وقد نجحنا بتوفيق الله في ذلك.
• كيف يتم التعامل مع الجهات ذات الارتباط قبل المباريات؟ وهل هناك نقص في أعداد رجال الأمن؟ وما الجديد هذا الموسم؟
- الجهات الأمنية لها جهود جبارة تشكرعليها، فهي من الأسباب الرئيسية لنجاح مواسمنا الرياضية، فالتعاون والتفاهم موجود من مدير عام شرطة المنطقة إلى أصغر جندي في الملعب، وقد أجبتك في سؤال سابق عن مدى تعاوننا واجتماعاتنا وتنسيقنا مع الجهات الأمنية.
تذويب الشرارة
• كيف استطعتم أن تذيبوا شرارة التنافس بين التعاون والرائد، وتجمعوا رئيسي الناديين في أكثر من مناسبة داخل المدينة الرياضية؟
- يقوم على رئاسة الناديين رجال مخلصون وحضاريون ومعروفون بالرقي في التعامل، فالأخوان محمد السراح وفهد المطوع تجمعني بهما علاقة حب وتقدير، فليس هناك أي صعوبة في مثل هذه المواقف، وهما يقدمان التنافس بأفضل الطرق الراقية، وهذا يعود بي إلى إجابة سابقة عن علاقة المكتب مع الأندية، وكيف أن الجميع والحمد لله يشعرون أن المكتب جزء منهم، وليس إدارة عليهم.
• الأمير فيصل بن بندر شخصية محنكة محبة للعمل، ما التوجيهات الدائمة التي تتلقونها منه؟
- الأمير فيصل بن بندر هذا الإنسان لو بدأت في الكلام عنه لن أنتهي، فهو مساحة شاسعة من الاهتمام والمتابعة والتوجيه، ومتابع بدرجة كبيرة لأندية المنطقة، ودائماً ما يسألني عن العقبات التي تواجهنا، ويقوم بحل كل ما يعيق خدمة الرياضة والشباب بالمنطقة، والأمر الذي لا يعلمه الرياضيون والجمهور أنه يتصل بعد كل مباراة لتهنئة رؤساء الأندية الفائزة بالمنطقة، وملاحظ بدرجة كبيرة لكل قصور أو ملاحظات داخل الاستاد، ويشاركنا دائماً في حلها، ولا أبالغ إذا قلت إنه الرياضي الأول في المنطقة من كثرة اطلاعه ومتابعته.
خمسة أعوام بلا شكاوى
• دخلتم عامكم الخامس كمدير لمكتب رعاية الشباب بالقصيم. كيف تُقيّم عملكم خلال هذه الفترة؟
- أحمد الله وأشكره على ما تحقق لي شخصياً من توفيق بمساعدة زملائي بالمكتب ورؤساء وأعضاء مجالس الإدارة، وأعضاء الشرف والجماهير بالمنطقة، أما عن تقييمي لهذه الفترة فأتمنى أن تطرح هذا السؤال على الأندية، لكن لا بأس سأجيب عن سؤالك: ونحن ندخل العام الخامس على إدارتي فلم يحدث أن اشتكى أي نادٍ من قصور المكتب أو تقصيره، فالجميع والحمد لله يشكرون ويقدرون الجهود، كما أن الإعلاميين -وأنت واحد منهم- لم تكتبوا ولو حرفاً واحداً تنتقدون فيه أداء المكتب، وبالتالي من خلال ما نقدمه كسبنا رضا الجميع من أمير المنطقة ونائبه وجميع مسؤولي المنطقة، انتهاءً بأصغر مشجع يأتي ليمارس هوايته أو يشاهد مباراة.