قبل أن نستعرض النقاط والمقترحات التي نريد من خلالها أن نضع المشرط على الجرح لعلاجه بإذن الله تعالي ، دعونا نقف قليلاً عند فترة زمنية كانت حافلة ومليئة بالانجازات الخليجية والإقليمية والآسيوية انتهاء بالمشاركات العالمية الفعالة ، تلك الفترة واعني بها حقبة الثمانينات والتسعينات كانت بحق مفخرة لكل من ينتمي لهذا الوطن الغالي ، فقد تحققت فيها الانجازات الآسيوية لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية وتحققت المشاركة الفعالة في كاس العالم كذلك لأول مرة على الرغم من أن الدعم في تلك الفترة لا يصل إلى مستوى الدعم الحالي بكل المقاييس ، لقد حظيت تلك الفترة بلاعبين لم يكونوا محترفين بمقاييس الاحتراف الحالية ولكنهم كانوا محترفين بالمقاييس المهارية على الرغم من ضعف الوعي بأساليب وممارسات الاحتراف والبناء الاحترافي للاعب ، ومع ذلك كانت الدافعية لدى أحدهم تحرك منتخباً بأكمله ، في تلك الفترة لم تكن هناك بيئة رياضية متطورة بالمعني العلمي والتقني والمادي كما هي الآن منشأت رياضية ضخمة ، دعم إداري ومادي غير محدود ، أجهزة فنية عالية المستوى والتأهيل ومع ذلك تأتي النتائج مخيبة للآمال والطموحات ومناقضة للتوقعات.
لقد طال الاهتمام والتطوير والرعاية كل جوانب الكرة الرياضية السعودية من أندية ولاعبين ومنشأت ومعسكرات بمعني آخر كل الأدوات والوسائل الرياضية الكفيلة برفع مستوى الكرة السعودية في جميع الألعاب وخصوصاً كرة القدم تم استخدامها وبمتابعة وتوجيه من القيادة الرياضية سواء عندما كان صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد رئيساً لرعاية الشباب أو عندما استلم رايتها الأمير نواف بن فيصل . ولكن بدلاً من الارتقاء في السلم الرياضي العالمي تراجعت الكرة السعودية لمراكز لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعها حتى أصبحت منتخبات دول عربية تعيش في بيئة سياسية وأمنية غير مستقرة تتقدم علينا رياضياً.
لن نبكي على اللبن المسكوب كما يقول المثل ، ولكن دعونا بدلاً من ذلك أن نحاول الخروج من عنق الزجاجة بوضع اليد على الألم وتحديده ومن ثم تشخيصه ليسهل علينا علاجه ، بدلاً من الذهاب في كل اتجاه وناحية بدون نتيجة حقيقية تصب في مصلحة الكرة السعودية.
إن أول النقاط الجديرة بالاهتمام والمعالجة هي خصصة الأندية الرياضية السعودية ، ولكن ليس بطريقة عشوائية بل بطريقة مقننة ومدروسة بشكل علمي ، ويمكن جذب استثمارات شركات عالمية لتقوم بهذا الدور لا سيما وأننا نعيش في بداية عصر الاحتراف ولا يوجد لدينا تجربة غنية في هذا المجال ، فالبداية الصحيحة هي الأساس لمستقبل مشرق ، فشركة أرامكو عندما بدأت لم تكن كما هي عليه اليوم من توفر الخبرات السعودية المميزة والقادرة على إمداد الآخرين بخبراتها.
ثاني هذه النقاط والتي يجب أن يتم البت فيها بشكل جذري هو حتمية تحييد دور الأعلام الرياضي السعودي عن التدخل بطريقة شكلت من المجتمع الرياضي أقليات ومجموعات ضد بعضها البعض ، فيجب أن يعمل الأعلام الرياضي على دفع اللاعبين وتحفيزهم نحو تطوير مستوياتهم وليس مهاجمتهم والتقليل من قدرات ومهارات بعض اللاعبين بدافع المصالح الشخصية لبعض المحللين أو الكتاب الرياضيين ، فالأعلام الرياضي المتطور والذي ينتمي بحق إلى وطنه يسعى بكل بقوة نحو أمداد المجتمع الرياضي بالمعلومات والتجارب والممارسات الرياضية المميزة والتي ترفع من مستوى الرياضة وليس البحث عن الإثارة فقط. بحيث يكون دور الأعلام الرياضي متوازنا ولا يعمل على تكريس العصبية الرياضية.
ثالث هذه النقاط هو الإغداق المالي على اللاعبين بطريقة عشوائية لا تعتمد على تقييم حقيقي لمستوى اللاعب ومهارته وسلوكياته ، وإنما تكون خاضعة لمزايدات من بعض أعضاء شرف بعض الأندية نكاية بالنادي الآخر ، مما اوجد لدى بعض اللاعبين تعالى وغرور ولم يعد لديه حافز نحو تحقيق مستوى أفضل ، ففي الدول المتقدمة رياضياً هناك ما يعرف بالملف الرياضي للاعب والذي يبدأ مع بداية التحاقه بالأكاديميات الرياضية ، ويعتمد على معلومات هذا الملف كأساس لتقييم اللاعب مادياً عند الرغبة في شراء عقده.
رابع هذه النقاط بالإضافة إلى ما يحدث من تغيير ايجابي في الرئاسة العامة لرعاية الشباب من خلال إتاحة الفرصة للشباب لإكمال المسيرة الرياضية وتجديد الأفكار فإننا يجب أن نعمل بخطة وبأهداف محددة للوصول بالمنتخبات السعودية والكرة الرياضية عموماً إلى مستويات متميزة ، ويستلزم ذلك الصبر من الجمهور الرياضي وعدم استعجال النتائج بشرط كما أسلفت أن يكون هناك أهداف محددة ، وكذلك عدم التدخلات من أي جانب في المنتخبات الوطنية.
http://www.gooolonline.com/ArticleDe...&CategoryID=10
الكاتب القبلان (صالح القبلان )
العرض العادي
