آهٍ على سوريّا الإباء..
آهٍ على سوريّا الصمود..
آهٍ على سوريّا الميعاد..
سوريّا كم أمضيت من شبابي فيك..
كم علمتني يا سوريّا العاصي والفرات وبردى..
كم لكِ علي من أفضال عليّ..
أفخُر يا سادة بأنني ربيب الشام زرتها أول مرة عام ١٩٩٢م ومنذ زرتها وجدت ضالة حياتي..
شربت من بردى فلم أعطش، وأمعنت في نواعير حماة فاستن بصري، تسلقت قاسيون فرأيت آثار ابن تيمية، ومن حواري الشاغور والصالحية والميدان مر ابن القيّم..
حمص.. يا حمص العذية يا مبعث جهاد الفرنسيين يا قلب الشام الذي لا يموت.!
حماة النواعير.. كم بكِ من الأساطير كم ضحّى ساكنوك لأجل الدين والعروبة..!
حلب.. تلكم المقطونة بثلاثة ملايين من الدُهاة شمال غرب مدينتهم موعد محمدٍ بنصر لاشك فيه..
الدير.. يا دار الكرام !
الرقة.. مزيج العرب والتركمان والأكراد !
اللاذقية.. منها قاد الفاتح نصره ودحر الفِرنجة بانياس، بلد صديقي العزيز عبدالقادرالديب وقد فَقد أخويه وزوجته تقبلهم الله جميعاً.!
درعا.. وما أدراك ما سهل..!
حوران.. ياخزنة بيزنطة أعاد الله جمالك وأراني إياك بلا ثوب حِداد.!
أهل السويداء.. أهل النخوة والجود، بلد المجاهد سلطان باشا الأطرش ، وفيها ترعرع النجم الكبير فيصل القاسم، عرفت منهم ذات يوم واحد وبعد شهرين وجدت نفسي قد صحبت أربعين إنهم أهل الكرم والنخوة.!
أثَّر الاستعمار في سوريا فجعل صورتها باهتةً في أذهان الغالبية..
رآها صاحبُ الشهوة موطن لهو لكنني والله رأيتها غير ذاك..
سكنت فيها منزلاً في ضاحية قدسيا وما يزال، فتسابقني الجيران الكرام بكل حب ،اعتبروني واحداً منهم ، ولِدَ لي من الأبناء هناك اثنان دفنت ابنتي نورة في مقبرة باب مصلى في قلب دمشق ، ومازلت أحلمُ أن أزور قبرها لأُقبل ثراه عشت هُناك أحبتي ما يقارب من ثمانية عشر عاماً أتردد تارة وأقيم أخرى مكثت هناك مرة ثمانية أشهرٍ متواصلة كل يوم أكتشف أنني أعرف الشام لأول مرة..
أحب الشام وأهلها أعشقُ هواءها وماءها..
جُلّ أصدقائي المخلصين ودّعتهم هناك ولعلهم يقرؤون هذه الكلمات فأقول لهم : أنا معكم وأنا منكم اصبروا وصابرو ورابطوا..
مكتبة السليمانية وجواد باشا والبي قدار تهفو نفسي لمخطوطاتها للقيا أهلها..
برزة البلد..
ساحة نوى..
عش الورود..
ساحة عربين..
الشاغور..
مرجان..
الحجّيرة..
الشاطئ الأزرق..
باب سباع..
حديقة جرجناز..
أبواب : تومة وسريجة ومصلى
كم مررت بها .!
اليوم يا سادة تبدو الشام أطلالاً فالله وحده من ينتقم وهو وحده من يحكم ويقصم..
حفظك الله يا ميدان..
ولطف الله بأهلك يا زبلطاني..
وأخذ العزيز بثأر ضعفاؤك يا الحولة..
أمنّك الله يا غسان من الحجر الأسود..
وحفظ كل شعب سوريا الأبي..
الله كم أحب سوريّا وكم أعشق سوريّا..
الشجون فيك والحب أنتي..
حفظك الله يا بلد معاوية وقصم الله ظهر جباريك.
تلكم مشاعر كتبتها بصدق.!
كتبهـا زميل الغـربة حفظه الله /
سـالم القحـطاني
باريس
العرض المتطور
