السلام عليكم ورحمة الله
يتغير مدلول بعض الكلمات أو العبارات مع تغير الأزمان، أو ربما تغيرت الظروف التي تستعمل فيها هذه الكلمات أو العبارات فبعد أن تكون مثلا تقال في حال الرضا تصبح في حال السخط أو بعد أن تكون عبارة طيبة الوقع في النفس تصبح ثقيلة تنوء بها الأنفس.
من ذلك .. نحن لا نفتأ نقول لمن عمل خيرا لنا أو لغيرنا " بورك فيك" كنوع من الدعوة له نظير ما قام به.
قديما كانت هذه العبارة تستخدم لردّ السائل (الشحاذ) فإذا جاء سائل وأرادوا رده قالوا له: ( بورك فيك) وهي في هذا السياق دعوة له بالبركة والنماء، لكننا اليوم لا نقولها لرد السائل أو على الأقل فيما أسمع.
يروي الجاحظ في البيان والتبيين بعض الروايات حيث يقول:
( سأل عرابيّ فقيل له: بورك فيك ! فتوالى ذلك عليه من غير مكان ، فقال: وكَلَكُم الله إلى دعوة لا تحضرها نية )
ومما قاله أيضا في هذا الموضوع:
( سأل أعرابيّ، فقال له صبي من جوف الدار: بورك فيك ! فقال: قبّح الله هذا الفم، لقد تعوّد الشرّ صغيرا
وهذا السائل هو الذي يقول:
رب عجوز عِرمسٍ زَبُون ... سريعة الردّ على المسكين
تحسبُ أن "بوركا" يكفيني ... إذا غدوت باسطا يميني )
مع التحية