[poem=font="Simplified Arabic,4,green,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وقفتُ على قبر الحبيبة مُصغيـا = لماضٍ من الذكـرى، يَحُثُّ المآقيـا
ففاضت دموعُ العين تروي ترابَه = وأضحت شجيراتٌ بقـربي بواكيـا
وسالت دموع المـزن لـما رأينني = وخرت جلاميد الصخـور لما بيـا
وصارَ أصيحَـابي يوارون أدمُعـا = تداعتْ مِن الألحاظِ حمُـرْا قوانيـا
وهبت كعزف الناي ريـحٌ كسيرة = وألفيتُ طيرَ السعد في الدوح باكيا
ولما أدرتُ الطرفَ حوليَ لم أجـدْ = سوى ظلمة حالتْ نهـاري لياليـا
فناديت : يا أمي أجـيبي فهاهنـا = فتىً -كم دعوتيه أبا المجد- جاثيـا
أتى اليومَ - والذكرى تقطع قلـبه = على غـابرٍ وَلَّى- ليبـكيَ غاليـا
يُرجّي جـوابا منكِ يشفي فـؤاده = وهيهاتَ مِن رمسٍ سيأتي جوابيـا
فيا من أناجيها وحيـدا على الثرى = وقد صار حـكم الله ألا تلاقيـا
إذا كان وجهُ الأم كالبدرِ في السما = فلا بدر في أفقي يزين سـمائيـا
لقد صار يومي بعد فقدك حالكـا = ولم ألقَ في الأحزانِ شخصا مؤاسيا
وتالله يا أمـي لَـكَـمْ بتُّ ليلـة = وهمٌّ كمثل الطودِ يَفرِي فـؤاديـا
و والله مُذ فارقتُ عينيكِ لم يَـعُد = عذاب - يَفُتُّ الصخر- إلا اعترانيا
و والله ما في الأرض حيٌّ على الثرى = وميْت ببطنِ الأرضِ إلا رثـانيـا
وأصبحتُ أقضِي الليلَ هَمِّي بجانبي = وقد كنت أقضيـهِ بقربكِ ساليـا
أزور المغاني لا أبالي بطـيـبـها = وهل بعد فَـقْد الأم أهوى المغانيا
إذا طيفكِ الوضَّاءُ في النوم عـادني = طربتُ وأصغيت كمن هو صاحيا
فأُصغي لعلي منك أحظى بكلْمـة = فيؤرقني صحوٌ يـُبـيـدُ الأمانيا
أحالَ الحِمامُ الصفوَ جوّا مكـدرا = فما عادت الأيامُ صفوا كما هيـا
يقولُ ليَ الأصحـابُ لمـا رأونني = وحيدا بلا خِدْنٍ، مِن الفرْح خاليـا
نرى سقما أودى بك اليوم مُوهنا = فهـلا أتينـا بالنطـاسيّ شافيـا
فقلتُ : رعاكِ الله يا أمَّ خـالـدٍ = لقد كنتِ لي مشفىً وكنتِ المداويا[/poem]
العرض العادي
