الجميع مساء الخير
كان خالد باراً بأبيه الذي يرقد الآن في احدى مستشفيات المدينة ، وظل خالد مرافقاً لوالده اكثر من شهرين في هذا المستشفى ..
حيث كان والد خالد يشكو من مرض السكري وارتفاعه المستمر ، حتى ان الغرغرينا بدأت تلتهمُ بعض اصابع احدى قدميه !!
مما استدعى الاطباء الى اتخاذ قرار ببترها من منتصف الساق للقدم اليمنى!!!!
تم بتر الساق اليمنى مما جعل من ابي خالد معاقاً لايستطيع الحركة نظراً لكبر سنه وضعفه بصفة عامة ! واصبح خالد هو الذي يرافقه في المستشفى وينام بجواره ، وفي احد الليالي الشتوية سمع خالد احداً يناديه بصوت خافت :
خالد ..ابوي خالد
فقام خالد فزعاً وقال : نعم يابي سلامتك ماذا تريد ؟!
فقال الاب ..اريد دورة المياه (اعزكم الله) ..
فقام خالد ووضع ابيه بين ذراعيه واتجه به الى الحمام ! وفي طريقهما الى الحمام لم يتمالك الاب نفسه فبال على نفسه واصاب ثياب خالد بعض البلل !!!
فرفع الاب رأسه الى خالد وقال : ((عسى ماجا ثيابك ياخالد !!))
فقال خالد : يبه ارجوك سامحني - قالها وهو يبكي- انا الذي تأخرتُ في النهوض من الفراش حينما ناديتني !!ارجوك سامحني ...
فقال ابو خالد : لا ....ابوي خالد ماقصرت ولاتأخرت ولكن...
فذهب به خالد الى دورة المياه ، وبينما خالد واقفُ ُ بجوار ابيه الجالس على (الكرسي الافرنجي ) من اجل ان يقضي حاجته ، بكى خالد وهو يبل رأس ابيه بدموعه المتساقطة ....يبه ...يبه ارجوك سامحني ، اخشى اني انا الذي ضغطت بيديَ على معدتك حينما كنت احملك ونحن متجهان الى الحمام !!!
فرفع الاب رأسه واتجه بناظريه صوب ابنه خالد فوجده يبكي بحسرة ! فسقطت دمعة من وجنتي خالد على خدي ابيه ! فأراد خالد ان يمسحها بيده ، فدفع الاب يد خالد ! ثم مسح الاب تلك الدمعة باصبعه ! ووضع اصبعه في فمه وبداء يستطعم تلك الدمعة وقال لخالد : مااعذب تلك الدمعة يابني !
عندها زاد بكاء خالد اكثر واكثر ، وبداء بتنظيف ابيه وتغيير بعض ملابسه المبلله ...
انتهت القصة ...
احبتي ..
دائماً من الافضل لنا ان نسعى الى استغلال فرص او ابواب الخير لنا ، ولانجعلها تمر ونحن لاهون او متكاسلون ، بل ان تلك القذورات التي بللت ثياب خالد هي وثيقة (بر) رائحتها تفوح مسكاً وعنبراً ، وهي من اصدق البر لان هذا العمل يشعر الاب بأن هناك من لايتضايق من عجزه وضعفه ، بل يستغل ذلك لرفع رصيده من الحسنات عبر بوابة الوالدين الواسعة الميسرة السهلة لمن اراد العبور فقط!
اخوكم ومحبكم الاشقر
العرض الشجري