زاوية ( عطر وحبر ) جريدة الرياض الموقــره
مسؤولية الأمر بالمعروف
أمل الحسين
قام أحد رجال الأمن التابعين للشركات الأمنية في احد أيام معرض الكتاب بالتحدث بحدة مع أحد العارضين ليؤدي الصلاة وكان العارض وقتها مشغولاً مع الزائرين الذين ملأوا الكشك إما بالحساب أو بشرح مضامين بعض الكتب، أحد الزوار الذي بقى واقفاً يتابع مايصدر من هذا الشاب الذي يبدو من مظهره أنه في بداية العشرينيات أو منتصفها و لم يعجبه هذا التصرف الذي أقل ما يوصف أنه همجي، فاتخذ موقفاً حاسماً يتناسب مع تطاول هذا الشاب وأنكر هذا السلوك حتى وإن كان يأمر بالصلاة وعلى إثر الخلاف حضرت مجموعة من رجال هيئة الأمر بالمعروف مشيراً إلى أن هذا التصرف لايليق سواء بالنسبة للإسلام لأنه يأمر بالصلاة ولا بالدولة التي يقام على أرضها المعرض !! وأبدى كامل استعداده لتحمل الموقف موضحا (والحق معه) أنه أذا كان رجل الأمن ورجل الهيئة يعتبران أنفسهما أنهما مسؤولان فهو أيضا مسؤول وكل إنسان مسلم عاقل مسؤول، السؤال هنا ما الذي دفع هذا الشاب وزرع في نفسه سواء الثقة أو الجرأة للتطاول على الآخرين؟ هل أيقن في نفسه أنه طالما يأمر بالصلاة فله الحق في أن يحدث الناس كيفما شاء؟ هل شعر أنه طالما يتحدث باسم الدين ويأمر بالصلاة فعلى الجميع الامتثال له وأنه سيجد من يسانده ويربت على كتفيه مثنياً و مؤيدا فعلته؟ بالتأكيد هناك قناعات شخصية دفعت هذا الشاب أن يمارس هذا السلوك خاصة أن هذه المهمة حسب ماهو سائد وأن أردنا تفنيد الوظائف فهي ليست وظيفته فهي وظيفة رجال الهيئة !!
حقيقة إننا نحتاج لتفسير ما يحدث من عنف وقسوة وإجبار على أداء الصلاة حتى اعتقد الشباب أن الأمر بها لابد أن يكون بهذه الطريقة !! رأيت رجال الهيئة يسألون الناس (صليتوا) بنبرة تهديدية وكأنهم يرصدون لهم العقاب المناسب إن لم يكونوا قاموا بالأمر المطلوب؟ أنا لا أدعو لعدم إقامة الصلاة حتى لا يصطاد أحد في هذا الأمر حيث إنها قضية مفروغ منها، ولكن هل القوة التي تمارس ونبرة التهديد والوعيد والصوت العالي العنيف من شروط الأمر بالصلاة؟! وهل الشخص عندما لا يؤدي الصلاة أمام رجل الهيئة يقام عليه عقوبة تارك الصلاة؟! هل هناك مانع شرعي يبطل أن يصلي الشخص في مكانه لطبيعة عمله مثل الصيدليات ومحطات البنزين أليست هذه المحلات يحتاجها الإنسان طوال الوقت، افرض أنك مرتبط بطائرة ومتوجه للمطار وحضرت الصلاة وسيارتك خالية من البنزين أو كان لديك حالة إسعاف ماذا تفعل؟ تبقى تنتظر حتى تفتح المحطة خاصة أن هناك بعض الأئمة يفضلون إلقاء دروس قبل إقامة الصلاة مما يعني تأخير العامل المرتبط بهذا المسجد فهو يغلق بمجرد سماع الأذان أو قبله حتى إنك تراهم يتعاملون مع الأذان وسرعة الإغلاق بخوف ورعب من البشر (رجل الهيئة) وليس من رب البشر الذي يفترض أن هذه الصلاة واجب يؤدى امتثالا لأوامره تعالى..
اقرأ التعليقات بالجريده بالرابط ادناه على الموضوع ولا تعليق 
http://www.alriyadh.com/2006/03/05/article135725.html
لاتعليق مني بل انتظر منكم : مسؤولية الأمر بالمعروف
العرض الشجري